أعلن رجل الدين الإيراني محمد علي موحدي كرماني أمس، أن بلاده لن تعترف رسمياً بالاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، إلا بعد «تطبيق الشروط التسعة» التي حددها مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي. وطالب الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بأن «يعلنا رسمياً إلغاء العقوبات المفروضة على إيران»، وزاد في خطبة صلاة الجمعة في جامعة طهران: «قائد الثورة (خامنئي) حدّد 9 شروط في رسالته إلى رئيس الجمهورية (حسن روحاني). عندما تُطبّق هذه الشروط، سنعترف رسمياً بالاتفاق النووي». وانتقد «تهديدات عسكرية» اعتبر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وجّهها ضد طهران بعد إبرام الاتفاق، وسأل الأميركيين: «هل تخوّفون الثورة الإيرانية من الحرب؟ للثورة الكثير من الأنصار والمحبين في العالم وأوروبا، وحتى في أميركا، بحيث سيسلبون النوم من أعينكم. وبمساعدة أصدقائنا في المنطقة سنقضي على إسرائيل». وتابع: «اعلموا أن كل قواعدكم العسكرية في العالم لن تكون في مأمن من أنصار الثورة الإيرانية». في فيينا، أجرت إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) محادثات على مستوى الخبراء، من أجل «التنسيق» لتطبيق الاتفاق النووي، وذلك على هامش الاجتماع حول سورية. وكان الأمر محور لقاء بين وزيرَي الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف. في غضون ذلك، أعلنت الولاياتالمتحدة أنها تعلم بمعلومات أفادت باعتقال سيامك نمازي، وهو رجل أعمال إيراني – أميركي مقيم في دبي، خلال زيارته طهران هذا الشهر. وقال مسؤول في الإدارة الأميركية: «اطلعنا على تقارير عن اعتقال محتمل لمواطن أميركي في إيران. نحقّق في هذه التقارير، ولا معلومات إضافية نقدّمها الآن». وأوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن نمازي، وهو رئيس التخطيط الاستراتيجي في شركة «كريسنت بتروليوم» للنفط والغاز في دولة الإمارات، اعتقله جهاز الاستخبارات التابع ل»الحرس الثوري» الإيراني. وأشارت إلى أن مسؤولين في قطاع الأعمال الإيراني لديهم علاقات بشركات أجنبية، احتُجزوا في طهران خلال الأسابيع الماضية، حيث استُجوبوا وحُذِّروا من الخوض في الاحتكارات الاقتصادية التي يسيطر عليها «الحرس». ونقلت الصحيفة عن أصدقاء لنمازي الذي سافر إلى طهران قبل ثلاثة أشهر لزيارة أقاربه، إن ضباطاً من جهاز الاستخبارات الإيراني نهبوا منزل عائلة الأخير وصادروا جهاز الكومبيوتر الخاص به، كما نفذوا هجمات إلكترونية على بعض من يتراسلون معه عبر البريد الإلكتروني. وأضاف هؤلاء أن الضباط الإيرانيين صادروا جواز السفر الإيراني لنمازي ومنعوه من مغادرة البلاد، مشيرين إلى انه مُحتجز في سجن إيفين. ونشر نمازي مقالات في مراكز بحوث أميركية بارزة، انتقد فيها العقوبات المفروضة على إيران، كما ساهم مع تريتا بارسي في إقامة مجموعة ضغط (لوبي) مؤيدة لطهران في الولاياتالمتحدة. ولنمازي وبارسي علاقات قوية مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، علماً أن بعضهم رأى في توقيف نمازي «صراعاً على السلطة» في إيران، إذ أنه محسوب على الجناح الذي يقوده رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، ويُعتبر روحاني واحداً من أبرز أعمدته. ونمازي هو رابع إيراني – أميركي تحتجزهم طهران، بعد مراسل صحيفة «واشنطن بوست» جيسون رضائيان، والقسّ سعيد عابديني، والعضو السابق في مشاة البحرية الأميركية (مارينز) أمير حكمتي. كما أن العميل السابق في مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي روبرت ليفنسون، مفقود في إيران منذ العام 2007. في المقابل، تتهم طهرانالولاياتالمتحدة باعتقال 19 من مواطنيها. في السياق ذاته، اختفى اللبناني نزار زكا في طهران في 18 أيلول الماضي، بعد مشاركته في مؤتمر حول الاتصالات نظمته السلطات الإيرانية. وقال محاميه أنطوان أبو ديب إن موكله شوهد للمرة الأخيرة وهو يغادر الفندق متوجهاً إلى المطار للعودة إلى بيروت، لكنه لم يستقلّ الطائرة. وأشار إلى أنه طلب مرات من وزارة الخارجية اللبنانية «المساعدة في تحديد مكانه، من دون جدوى». وأوردت «وول ستريت جورنال» أن زكا يحمل إقامة دائمة في الولاياتالمتحدة. على صعيد آخر، قُتل 6 أشخاص بعد سيول اجتاحت مدناً غرب إيران، اثر أمطار غزيرة.