أكدت السلطات الإيرانية أمس، أنها اعتقلت اللبناني - الأميركي نزار زكا، للاشتباه بتجسسه. ونشرت وسائل إعلام إيرانية صوراً لرجل يرتدي زياً عسكرياً، مؤكدة أنها التُقطت لزكا في قاعدة أميركية. وأضافت أن لديه «علاقات وثيقة بالاستخبارات الأميركية والمؤسسة العسكرية» في الولاياتالمتحدة. وكان زكا، وهو خبير في تكنولوجيا المعلومات، اختفى في طهران في 18 أيلول (سبتمبر) الماضي، بعد مشاركته في مؤتمر حول الاتصالات نظمته السلطات الإيرانية. وقال محاميه أنطوان أبو ديب إن موكله شوهد للمرة الأخيرة وهو يغادر الفندق متوجهاً إلى المطار للعودة إلى بيروت، لكنه لم يستقلّ الطائرة. وأشار إلى أنه طلب مرات من وزارة الخارجية اللبنانية «المساعدة في تحديد مكانه، من دون جدوى». أتى ذلك بعد اعتقال «الحرس الثوري» سيامك نمازي، وهو رجل أعمال إيراني – أميركي مقيم في دبي، خلال زيارته طهران الشهر الماضي، علماً أنه ينشط في مجموعة ضغط (لوبي) مؤيدة لطهران في الولاياتالمتحدة، ولديه علاقات قوية مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف. وزكا هو خامس إيراني – أميركي تحتجزهم طهران، بعد نمازي ومراسل صحيفة «واشنطن بوست» جيسون رضائيان، والقسّ سعيد عابديني، والعضو السابق في مشاة البحرية الأميركية (مارينز) أمير حكمتي. كما أن العميل السابق في مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي روبرت ليفنسون، مفقود في إيران منذ العام 2007. في المقابل، تتهم طهرانالولاياتالمتحدة باعتقال 19 من مواطنيها. في غضون ذلك، أفادت وكالة «فارس» للأنباء بأن السلطات الإيرانية اعتقلت أخيراً خمسة صحافيين محليين، بينهم عيسى سحرخيز وإحسان مازندراني المحسوبان على الإصلاحيين. وأعلنت عائلة سحرخيز أن «الحرس الثوري» اعتقله لاتهامه ب «إهانة المرشد» علي خامنئي و «الدعاية المناهضة للنظام»، علماً أنه انتقد مسؤولين إيرانيين، خصوصاً خامنئي، خلال مداخلات منتظمة على القسم الفارسي في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) و «صوت أميركا». وربط نجل سحرخيز توقيف والده بالانتخابات النيابية وانتخابات مجلس خبراء القيادة، المرتقبة العام المقبل. وأفادت وكالة «تسنيم» للأنباء بأن مازندراني، وهو رئيس تحرير صحيفة «فرهيختيغان» المؤيدة للإصلاحيين، اعتُقل باتهامات أمنية. خامنئي وعشية الذكرى ال36 لاحتلال السفارة الأميركية في طهران واحتجاز 52 ديبلوماسياً 444 يوماً، حذر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي من «النظر بإيجابية إلى الأميركيين والسذاجة في التعامل معهم». وأضاف خلال لقائه طلاباً: «الأميركيون أجبروا في السنوات الأخيرة أفراداً على تجميل صورة أميركا، وهؤلاء يحاولون الإيحاء بأنها لم تعد تعادينا. هدف هؤلاء هو إخفاء وجه العدو أمام الشعب الإيراني، لكي يغرس خنجره». وأشار إلى أن «الوثائق التي عُثر عليها في السفارة الأميركية أثبتت أنها كانت وكراً للتجسس ومركزاً للمؤامرات ضد الشعب الإيراني والثورة الإسلامية الفتية»، منبهاً إلى أن الولاياتالمتحدة «لن تتوانى لحظة عن تدمير الجمهورية الإسلامية، إذا استطاعت، لكنها لا تستطيع ذلك». ولفت إلى أن شعار «الموت لأميركا الذي يرفعه الشعب الإيراني، لا يعني الموت للشعب الأميرکي، بل لسياسات أميرکا والاستكبار». وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإيراني الراحل محمد مصدق أخطأ بعد تأميم النفط في «الوثوق بالأميركيين وعقدِ آمال عليهم»، مضيفاً أن الأميركيين «استفادوا من هذه السذاجة ودبروا انقلاباً» أطاح مصدق. وسخر من مسؤول أميركي أعلن خلال المفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي «كرهه للحرب، وبكى أيضاً». في السياق ذاته، اعتبر قائد البحرية في «الحرس الثوري» الأميرال علي فدوي أن «الصراع بين إيران وأميركا سيستمر حتى النهاية، لأنه صراع بين الحق والباطل». وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة «قدّمت شكوى» ضد قواته أمام المحكمة الدولية في لاهاي.