طالب أستاذ قسم الثقافة الإسلامية في جامعة الملك سعود الدكتور حسن كامل، بإنشاء مركز للاستغراب في جامعة الملك سعود، «من أجل التعرف على الآخر وكيف يفكر، ومن أجل التنبؤ بما يريد فعله في المستقبل»، مضيفاً: «لسنا في حاجة للطرح الفلسفي والتأملي الآن، بل نحن في حاجة للطرح العلمي، فنحن نحتاج العالم المصري أحمد زويل أكثر مما نحتاج المفكر حسن حنفي»، وقال إن تعليم المنهج العلمي والبحث في الجامعات «أفضل من إقامة مئة قسم فلسفة»، مؤكداً ضرورة تدريس الفلسفة بجانبها العلمي في ضوء الإسلام، مشيراً إلى أنه «بغير ذلك سندخل في مشكلات نحن في غنى عنها»، وقال: «التحرر في التفكير يؤدي إلى كثير من المشكلات، وهي في الغالب سبب في توجه البعض للعلمنة ولفكر منحرف»، لافتاً إلى أن قوانين الفلسفة صورية وبعيدة عن الواقع، فيما عارض أعضاء من الحلقة الفلسفية في نادي الرياض الأدبي هذا الطرح وقالوا: «ما الداع إذاً للفلسفة طالما هناك سقف غير العقل؟ وأكدوا أن هناك تساؤلات فلسفية خارج إطار البحث العلمي يجب مناقشتها ودرسها». جاء ذلك في محاضرة أقيمت مساء السبت الماضي في نادي الرياض الأدبي ضمن فعاليات أسبوع ثقافي شمل ليلة وفاء أقيمت امس للشاعر الكبير محمد الثبيتي، ومحاضرة نقدية ستقام غداً عن رهانات الرواية العربية للناقد العربي سعيد يقطين والدكتور محمد القاضي. وجاءت المحاضرة ضمن منبر الحوار، الذي يديره محمد الهويمل بعنوان «تجربة تدريس الفلسفة في العالم العربي»، وفيها استشهد كامل بأن جامعة الأزهر وجامعات إسلامية في الجزائر وباكستان والهند «تدرس الفلسفة في ضوء الإسلام»، مستغرباً قول البعض «عن وجود ضير في أن تكون هناك سلطة متمثلة في الشرع فوق العقل». وكان المحاضر تحدث بإيجاز عن تعريف الفلسفة وعن تعارضها مع العقيدة، كما ناقش على عجالة بعض الأمثلة الفلسفية، مثل المحرك الأول عند أرسطو، وخلص إلى أنه لا يوجد فيلسوف عربي بعد موت ابن رشد، وإنما هناك مفكرون. وواجه الدكتور حسن كامل انتقادات عدة من مداخلين، تناولت تبسيطه مسألة الفلسفة، وربطها بالبحث العلمي، الذي لا يشك أحد في معرفة أهميته وفائدته.