سُجل امس ارتفاع في نبرة التنديد الدولي بخطط الاستيطان في القدسالشرقية، فبعد الاستياء الاميركي الشديد الذي عبرت عنه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ثم تنديد اللجنة الرباعية الدولية التي اكدت انها «تحتفظ بامكان اتخاذ اي تدبير اضافي يمكن ان يستدعيه الوضع على الارض»، أعلنت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون عشية زيارتها للمنطقة ان الاتحاد يمكنه استخدام روابطه التجارية الوثيقة مع اسرائيل كأداة لحضها على استئناف محادثات السلام. (راجع ص 4) من جانبها، أشادت السلطة الفلسطينية بمواقف الادارة الاميركية واللجنة الرباعية الدولية المنددة بخطط الاستيطان في القدسالمحتلة، ودعت الى «ترجمة هذه الادانات الى قرارات ملزمة لاسرائيل»، مشيرة الى انها بانتظار الرد الاميركي على مطالبها بوقف الاستيطان. ولخص رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ل «الحياة» الموقف الفلسطيني، قائلا: «طلب الرئيس محمود عباس من الادارة الاميركية العمل على الغاء القرار الاستيطاني الاخير (بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس)، وضمان عدم تكراره»، مضيفاً ان الرد الاميركي سيصل في الزيارة المقبلة للمبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل في غضون الايام المقبلة. واكد ان الجانب العربي يدعم الموقف الفلسطيني بالكامل في ضرورة الغاء القرار الاستيطاني، لافتاً الى ان مواقف الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا تنسجم مع هذا الموقف. كما ثمّنت الرئاسة الفلسطينية في بيان امس مواقف الادارة الاميركية، خصوصا نائب الرئيس جو بايدن، وموقف وكلينتون و«ما تضمنه من تحذير وادانة وصفت بأنها غير مسبوقة». واضافت ان الادانات الدولية القوية، خصوصاً بيان الرباعية، لا بد ان تقترن وتتوازى مع موقف حازم ضد هذه الممارسات». وكانت كلينتون اتصلت هاتفيا برئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو مساء اول من امس، وابلغته بلهجة قاسية ان القرار الاستيطاني يشكل «اشارة سلبية جدا في مقاربة اسرائيل للعلاقات الثنائية». وقال الناطق باسمها انها «قالت بوضوح ان على الحكومة الاسرائيلية ان تثبت ليس بالقول فقط بل بأفعال محددة ايضا، انها ملتزمة العلاقة (مع اميركا) وعملية السلام». وافادت صحيفة «واشنطن بوست» امس انه تم استدعاء السفير الاسرائيلي لدى الولاياتالمتحدة مايكل اورن الى وزارة الخارجية الاميركية حيث التقى به نائب وزيرة الخارجية جيمس ستاينبورغ. وفي وقت لاحق، دانت اللجنة الرباعية (تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي)، في بيان اصدرته مساء اول من امس المشاريع الاستيطانية الجديدة، واكدت ان المجتمع الدولي لن يعترف بالاجراءات الاحادية التي تستبق نتائج المفاوضات، مشيرة الى انها «اتفقت على متابعة التطورات في القدس عن كثب، وتحتفظ بامكان اتخاذ اي تدبير اضافي يمكن ان يستدعيه الوضع على الارض». وقالت انها ستناقش هذه التطورات في اجتماعها المقبل في موسكو في 19 الجاري، والذي ستحضره كلينتون والامين العام للامم المتحدة بان كي مون وآشتون. ولاقى الاستياء الاميركي صدى في تصريحات آشتون التي قالت على هامش اجتماع مع العديد من وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي عقد في ساريسيلكا شمال فنلندا، ان الاتحاد الاوروبي سيلعب دوراً ناشطاً في استئناف محادثات السلام. واضافت ان لدى الاتحاد نفوذاً في هذه القضية، موضحة: «نحن مورد كبير للمساعدات والتنمية لتلك المنطقة. نحن اقوياء مع اسرائيل لجهة التجارة، واسرائيل ترغب في تعزيز علاقاتها التجارية معنا». واضافت: «ما نطمح اليه هو ان يعرفوا، لانهم يعرفون فعلا، ان الحل يكمن في تسوية يتم التوصل اليها من خلال المفاوضات. نرى ان هناك حاجة لان يحدث ذلك بسرعة، وان يحدث الآن مع الفرص التي يتيحها ذلك لاسرائيل ... لتصبح قادرة على تعزيز العلاقات التي تريدها معنا في اي حدث للمستقبل».