نادراً ما نأتي على ذكر الجهاز اللمفاوي في الجسم على رغم أنه يعتبر رديفاً للجهاز الدوراني الدموي، وهو يتألف من مئات العقد اللمفاوية التي يتراوح حجم الواحدة منها بين حبة العدس وحبة اللوز، وتتوزع هذه العقد هنا وهناك في تخوم الجسم على شكل مجموعات أهمها تلك المتكومة في الصدر وما تحت الإبطين وفي البطن، وتتصل هذه العقد بأعضاء مختلفة مثل الطحال والكبد والنخاع واللوزتين ونخاع العظام والغدة الصعترية، عبر شبكة من القنوات تسمى الأوعية اللمفاوية. ويسري في الأوعية اللمفاوية سائل ضارب الى الصفرة يشبه الى حد بعيد لون القش يعرف باللمف، وهذا الأخير يشبه بلاسما الدم في تركيبه الكيماوي، لكنه لا يحتوي بين طياته سوى على نصف كمية المواد البروتينية التي نجدها في البلاسما، لأن جزيئات البروتين الكبيرة لا تستطيع ان تنساب من جدران الأوعية الدموية كبقية المواد الأخرى. ويعمل اللمف كواسطة لنقل الأوكسجين والعناصر الغذائية بين الدم والخلايا، كما يسهّل نقل غاز ثاني أوكسيد الكربون ونواتج العمليات الاستقلابية من الخلايا الى المجرى الدموي. وتصفّي العقد اللمفاوية السائل اللمفاوي المارق عبرها من الميكروبات والمخلّفات والخلايا الورمية وذلك قبل رميه في الدم. وفضلاً عن وظيفة التصفية تتولى العقد وظيفة أخرى مهمة للغاية هي انتاج انواع خاصة من الخلايا المناعية تتكفل برصد وقتل الميكروبات التي تحاول التفكير بإثارة بؤر التهابية في الجسم. إن تصوير الأوعية اللمفاوية بالأشعة السينية، بعد ايداع مادة ظليلة في داخلها، يعطينا معلومات قيمة عن الجملة اللمفاوية، خصوصاً ان الأورام السرطانية الخبيثة تنتقل عادة عبر هذه الجملة. كما ان تصوير تلك الأوعية يفيد خصوصاً المصابين بآفة لمفاوية، ويسمح بإعطاء فكرة عن درجة الانتقالات اللمفاوية ومداها. وبعد إجراء الفحص تبدو العقد اللمفاوية في حجم طبيعي ولا تحتوي على عيوب أو انتفاخات، ويعني ظهور الأخيرة ان هناك أمراً ما لا بد من فك رموزه والعمل على تدبيره إن أمكن. ولا يُسمح بتصوير الأوعية اللمفاوية للمرضى الذين يتحسسون من المواد الظليلة، أو الذين يعانون من آفات قلبية أو رئوية شديدة، أو من علل كلوية أو كبدية متطورة. وهناك اختلاطات محتملة يمكن ان تحصل مثل ذات الرئة الشحمية التي تحدث اذا وصلت المادة الظليلة الى القناة الصدرية. أيضاً التفاعلات التحسسية قد تحصل مثل التوهج، الحكاك، الشرى، الصدمة التي يجب تدبيرها في حينه بالعلاجات المناسبة التي لا تُخفى على الطبيب. تُصوّر الأوعية اللمفاوية من جانب إختصاصي الأشعة، ولا حاجة للصوم أو لإعطاء المسكنات، ويستغرق الفحص وقتاً طويلاً نوعاً ما، ويُعاد التصوير لاحقاً بعد 24 الى 48 ساعة. وعلى الطبيب ان يشرح حيثيات الفحص للمريض، وقبل الشروع به لا بدّ من الحصول على موافقة خطية.