لمّحت الولاياتالمتحدة إلى تطور في حملتها العسكرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق وسورية، واستهداف مواقعه المهمة وتنفيذ عمليات أرضية مباشرة، بالإضافة إلى تحسين عملياتها الاستخبارية من أجل معرفة الاستراتيجية الغامضة التي يتبعها. وذكرت مصادر إعلامية أن استراتيجية «داعش»، لا تزال صامدة وتمتلك عوامل بقاء وديمومة مستمدة من ضعف استراتيجيات الأطراف الأخرى محلياً واقليمياً، وصعوبة التدخل الدولي عسكرياً على الأرض، ما يجعل من أي مشروع قتالي يتبنى تدميره أمراً في غاية الصعوبة. ووضع التنظيم استراتيجيته الكبرى في العراق وسورية، عبر إلغاء الحدود السياسية التي رسمتها إتفاقية «سايكس– بيكو» في أيار (مايو) 1916 بين البلدين قبل نحو قرنٍ من الزمان. وتمكن من إنشاء ما يُسمى «دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام» والتي استقطبت ألوف الشباب الراغبين والمتحمسين للمشاركة في القتال. ونشط عمليات تجنيد المقاتلين بطرق عدة، أهمها وسائل التواصل الإجتماعي مثل «تويتر» و«فايسبوك». وأفاد تقرير الخبراء في الأممالمتحدة أن «التنظيم يدفع لأنصاره نحو 10 آلاف دولار، عن كل شخص يجندونه للإنضمام إلى صفوفهم». ويحاول التنظيم أن ينشر نفوذه على مناطق أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من طريق عمليات إرهابية في اليمن ومصر وليبيا. واستولى التنظيم على موارد بشرية ونفطية ونقاط حيوية غاية في الأهمية لضمان بقائه وصموده، على رغم عمليات القصف الجوي المتواصلة من قبل التحالف الدولي، التي بدأت منذ أكثر من عام. ويعتمد التنظيم من الناحية العسكرية، على إنشاء وتعزيز الإنتشار السني في مدن الموصل والفلوجة والرمادي ودير الزور وتدمر، من أجل الإنطلاق والتوسع. وتبنى (داعش) استراتيجية ضرب نقاط ضعف الطرف الاخر بشدة، عبر العمليات الإنتحارية، مجرداً الأطراف الأخرى من العزيمة القتالية. وأوضح الخبراء أن «بقاء حالة التأرجح والغموض لدى التنظيم، يفرض بقاء الوضع الراهن لحين حسم الحرب الدولية والاقليمية ضد الارهاب، خصوصاً بعد خلط الأوراق السياسية عقب التدخل العسكري الروسي في سورية».