رجّحت هيئة الطيران الروسية أن عطلاً فنياً تسبب في كارثة تحطم الطائرة الروسية من طراز «آرباص 321» في سيناء أمس، فيما أعلنت النيابة العامة الروسية فتح تحقيق مشترك مع الأجهزة المصرية، وأرسلت وزارة الطوارئ طائرات إنقاذ إلى مكان الحادث لمساعدة الفرق المصرية في انتشال الضحايا. وقالت وزارة النقل الروسية بعد ظهر أمس أن الإعلان الذي صدر عن «ولاية سيناء» (فرع «داعش» المصري) والذي تبنّت فيه «إسقاط» الطائرة الروسية «لا يمكن أن يكون صحيحاً»، في نفي صريح لأن يكون الحادث قد نتج من «عمل إرهابي». وفتحت موسكو تحقيقاً جنائياً في الشركة التي تملك الطائرة المنكوبة. وتجنّبت الجهات الروسية الإعلان عن عدد الضحايا بعد ورود معطيات عن احتمال العثور على ناجين، قبل أن يتم الإعلان لاحقاً عن مقتل جميع الركاب. ووزّعت هيئة الطيران الروسية بيانات عن ركاب الطائرة البالغ عددهم 217 شخصاً إضافة إلى 7 أشخاص هم طاقم الطائرة وجميعهم من المواطنين الروس. وبدت موسكو حذرة في إعلان تفاصيل عن الحادث مع تباين المعطيات التي وردت من الجانب المصري، خصوصاً في ما تعلق باتصال أجراه قائد الطائرة المنكوبة مع مركز التوجيه طلب خلاله السماح بهبوط طارئ في أقرب مطار بسبب تعرض الطائرة لعطل في أجهزة الاتصال. كما لم تعلّق الجهات الروسية على تأكيد مصادر مصرية أن الطائرة انشطرت الى جزءين أثناء سقوطها. في غضون ذلك، كلّف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تحدث هاتفياً مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الوزراء دميتري مدفيديف بتشكيل لجنة حكومية للتحقيق في حيثيات تحطم الطائرة، كما كلّف وزارة الطوارئ الروسية بإرسال طائرات إنقاذ في شكل عاجل إلى مصر بالتنسيق مع القاهرة. وأعلنت الوزارة تجهيز 5 طائرات للمشاركة في عمليات الانتشال والإنقاذ، بينما أعلن عن توجه وزير النقل الروسي ومحققين روس إلى مكان تحطم الطائرة. وفتحت لجنة التحقيق الروسية تحقيقاً جنائياً، وقالت النيابة العامة إنها ستجري تحقيقاً مشتركاً مع الأجهزة المصرية وهو ما أعلنت القاهرة موافقتها عليه. وعلى رغم إشارة النيابة إلى أن كل الفرضيات ستكون موضع بحث، استبعد مسؤولون فرضية تعرض الطائرة لعمل تخريبي على رغم التقارير التي أشارت فور الإعلان عن تحطم الطائرة إلى أن سقوطها في منطقة تشهد مواجهات متواصلة بين القوات المصرية ومجموعات متشددة يفتح على كل الاحتمالات. ونقلت وسائل إعلام روسية عن مسؤول في هيئة الطيران الروسية أن تحذيرات قدمت إلى شركة «كوجاليمافيا» المالكة للطائرة بوجود عطل في محركها يحتاج إلى إجراء عمليات فحص شاملة، وقال المسؤول ان هذا الموضوع سيخضع للتدقيق خلال التحقيقات الجارية. ونقلت (رويترز) وسائل إعلام روسية لاحقاً عن متحدث باسم لجنة تحقيق روسية قوله إن اللجنة تفحص عينات وقود من آخر مكان توقفت فيه الطائرة التي تحطمت في مصر للتزود بالوقود وهو مدينة سمارا الروسية. وقال المتحدث فلاديمير ماركين إن المحققين يستجوبون الأشخاص الذين شاركوا في توفير الخدمات الأرضية للطائرة وطاقمها وينفذون عمليات بحث في مطار دوموديدوفو في موسكو حيث يوجد مقر الشركة التي تدير الطائرة. وأفادت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء بأن هيئة روسترانسنادزور الروسية للنقل ستجري تحقيقاً في مدى التزام شركة كوجاليمافيا الروسية للطيران بقواعد سلامة الطيران في أعقاب تحطم إحدى طائرات الشركة المعروفة تجارياً باسم «متروجيت» في سيناء. وذكرت محطة تلفزيون روسيا 24 أن مسؤولين يفتشون مكاتب الشركة في موسكو وأنهم صادروا بعض الوثائق. ونقلت أنترفاكس عن الهيئة قولها إنها وجهت مخالفات في آخر تفتيش روتيني لإجراءات سلامة الرحلات في الشركة خلال آذار (مارس) 2014 لكنها أوضحت أن كوجاليمافيا أصلحت المخالفات قبل حلول الموعد النهائي الذي حددته الهيئة. أفيد بأن عمر الطائرة المنكوبة يبلغ نحو 19 سنة وكانت مملوكة لخطوط الطيران السورية ثم استخدمتها على التوالي الخطوط اللبنانية والتركية والسعودية قبل أن تشتريها الشركة الروسية المتخصصة في نقل الأفواج السياحية قبل سنوات. وأعلن الكرملين أن بوتين قدم تعازيه لأسر الضحايا في حادث تحطم الطائرة، وتلقى برقيات التعزية من عدد من الزعماء. كما اعلن الحداد العام في روسيا اليوم الأحد.