أحكم الجيش حصاره على تنظيم «داعش» في الرمادي وهاجم أمس عبر المنفذ الشمالي للمدينة بعد أيام على تقدم لافت نحو مركز المدينة من المنفذ الغربي، فيما يحاول التنظيم فك الحصار عنه عبر هجمات بسيارات ملغمة، لكن الغطاء الجوي للتحالف الدولي أحبط هذه الهجمات. وأعلنت وزارة الدفاع في بيان أمس أن «قيادة عمليات الأنبار والقطعات المتجحفلة معها من قيادة فرقة المشاة الآلية العاشرة والفرقة المدرعة التاسعة وكتيبة المدفعية المقر العام وبإسناد جوي كثيف من قبل طيران الجيش العراقي والقوة الجوية ضمن المحور الشمالي بالتقدم نحو مركز المدينة». وأضاف أن «القوات تمكّنت من استنزاف العصابات الإرهابية ودك أوكارهم وأماكن تواجدهم وتحشدهم وقطع طرق الإمداد باتجاه جزيرة الخالدية والفلوجة والكرمة وتم قتل العشرات من العناصر الإرهابية وتدمير عدد من العجلات المفخخة والمنازل المفخخة وتفكيك ورفع عدد كبير من العبوات الناسفة من قبل الجهد الهندسي». وقال محمد الجميلي، أحد شيوخ الأنبار ل «الحياة» إن عناصر التنظيم باتت محاصرة داخل مركز الرمادي بعد أطباق الحصار المفروض عليها عبر المنافذ الغربية والشمالية والشرقية، موضحاً أن العشرات من عناصر التنظيم استطاعوا الهرب من المدينة بعد هجوم الجيش عبر المنفذ الغربي الأسبوع الماضي. اغلاق منافذ المدينة وأشار إلى أن القوات الأمنية قررت محاصرة منافذ المدينة وعدم فتح أي ثغرات تهرب منها عناصر التنظيم، وهو ما دفع «داعش» إلى شن هجمات مضادة على القوات الأمنية شرق المدينة وجنوبها في محاولة لفك الحصار المفروض عليه. ولفت الجميلي إلى أن طيران التحالف الدولي وطيران الجيش العراقي احبطوا هجمات انتحارية أمس بعشرات السيارات الملغمة على القوات الأمنية شمال الرمادي بعد قرار الجيش التوغل نحو مركز المدينة بعد أيام على توغل ناجح للقوات الأمنية عبر المنفذ الغربي للمدينة. وطالب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس قضاء الخالدية في الأنبار، إبراهيم الفهداوي، القوات الأمنية تطهير مناطق القاطع الشرقي في الرمادي لضمان إبعاد مديات الصواريخ وقذائف الهاون التي يستخدمها تنظيم «داعش» في استهداف المدنيين في قضاء الخالدية وتدمير مراكز تجمعهم. وأضاف أن «معارك التطهير في جميع محاور الرمادي تسير بتقدم جيد، لكن نطالب باندفاع القطعات القتالية أكثر في القاطع الشرقي للرمادي وإبعاد خطر الإرهاب عن الخالدية». اطلاق طائرة إلى ذلك، أطلقت وزارة الدفاع العراقية أمس أول طائرة عراقية مسيّرة «قاصفة» من قاعدة الكوت الجوية بمحافظة واسط، لاستهداف مواقع «داعش» في الأنبار. وقالت الدفاع في بيان إن «وزير الدفاع خالد العبيدي شهد عملية أطلاق أول طائرة مسيّرة عراقية قاصفة من قاعدة الكوت الجوية»، وأضافت الوزارة أن «الطائرة ستستهدف مواقع تنظيم داعش في محافظة الأنبار». ومن جانبه، نشر تنظيم «داعش» اصداراً جديداً لتأكيد سيطرته على مدينة الرمادي، إذ أظهر الفيديو مقاطع من معارك سيطرته على المدينة منذ أيار (مايو) الماضي وسيطرته على أهم المراكز الحيوية والإستراتيجية في المدينة، أبرزها المجمع الحكومي الذي يضم مباني المحافظة ومجلسها وقيادة الشرطة والإذاعة والتلفزيون. وأظهر الفيديو الذي تبلغ مدته 58 دقيقة حجم الدمار الذي لحق بالمدينة وخلوها من السكان وانعدام كامل للخدمات وطفح مياه المجاري. وأقر التنظيم في الفيديو، الذي حمل عنوان «الرمادي ملحمة الجهاد»، بمقتل «النخبة والصفوة» من انتحارييه ومن أبرزهم أبو البراء الشامي وأبو مالك التونسي اللذان فجرا نفسيهما وسط القوات الأمنية ومتطوعي العشائر. وأرجع التنظيم سبب هزائمه الأخيرة في الرمادي وسقوط أجزاء من المدينة إلى «خيانة» بعض عشائر محافظة الأنبار.