كشف استطلاع للرأي أجرِيَ في المملكة في أيلول (سبتمبر) الماضي عن تساوي شعبية تنظيم «داعش الإرهابي» مع شعبية «إيران» في الشارع السعودي، خصوصاً من جهة «خطورتهما على الأمن الإقليمي». وأظهر الاستطلاع أن «الشعب السعودي ينظر نظرة سلبية تجاه تأثير إيران، وروسيا، وأميركا، في استقرار المنطقة». وأوضح الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بمعهد واشنطن ديفيد بولوك في 22 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري أن «روسيا وأميركا تشابها تقريباً من حيث مدى سلبية آراء السعوديين، إذ حصلت الأولى على 85 في المئة، والثانية على 81 في المئة من الآراء السلبية بسبب سياساتهما الأخيرة». وأضاف بولوك في تقرير (حصلت «الحياة» على نسخة منه) أن «كلتا البلدين حصلتا على النسبة ذاتها من النظرة السلبية جداً، وحققت الصين وفرنسا نتائج أفضل نسبياً، إذ تفاوتت آراء السعوديين حولهما بين سلبية إلى حدٍ ما، وسلبية جداً بنسبة منخفضة في التصنيف وصلت إلى 60 في المائة». وأشار إلى أن «السعوديين ينظرون إلى إيران بطريقة سلبية للغاية، فمعظم السعوديين يرون أن سياسات طهران الأخيرة هي سلبية إلى حدٍ ما 42 في المئة، أو سلبية جداً 49 في المئة، و12 في المئة فقط ذكروا أنهم يتوقعون تحسناً في العلاقات العربية الإيرانية في الأعوام القليلة المقبلة، غير أن المواقف تجاه الاتفاق النووي الإيراني انقسمت بشكل غير متوقع، إذ قال 42 في المئة إنها صفقة سيئة، فيما رأى 39 في المئة على الأقل أن الاتفاق جيد إلى حدٍ ما». «وحصد نظام بشار الأسد وحليفه «حزب الله» في الاستطلاع الذي أعدته - بحسب التقرير - شركة عربية رائدة في مجال الإحصاءات، آراءً غير مواتية للغاية من الرأي العام السعودي إذ تعادلت هذه الآراء بين نسبتي 84 و85 في المئة. إضافة إلى ذلك أيّد الشعب السعودي المعارضة السورية». ومن بين الأطراف كافة المذكورة في الاستطلاع «سجّل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، السمعة الأسوأ لدى الرأي العام السعودي، إذ نظر 78 في المئة من السعوديين إلى التنظيم نظرة سلبية جداً و14 في المئة نظرة سلبية إلى حدٍ ما، وهي ذات النتيجة التي توصل إليها استطلاع حول هذا الشأن العام الماضي». وقال بولوك إن «الاستنتاج المهم الذي يمكن استخلاصه هو أن تنظيم (داعش) لا يلقى أي دعم شعبي في المملكة». وكشف بولوك أن «الاستطلاع شمل مقابلات أجراها موظفون محليون مع عينة احتمالية جغرافية تمثيلية تضم ألف شخص من الراشدين، كما أُخذت عينات من جميع المناطق والأقسام الديموغرافية في المملكة بما يتناسب مع حصتها من إجمالي عدد السكان. فعلى سبيل المثال، كان نصف المستجيبين في الاستطلاع دون سن ال35، وأكمل 28 في المئة منهم فقط الدراسة الثانوية أو التعليم العالي. وهم موزعون جغرافياً بين المدن الكبرى والمناطق السكنية الصغيرة في جميع أنحاء المملكة على المستوى الآتي: الرياض 23 في المئة، مكةالمكرمة، جدة 22 في المئة، الدمام 16 في المئة، المناطق الأخرى 39 في المئة». فيما أوضحت الباحثة في برنامج سياسة الخليج بالمعهد لوري بلوتكين بوغارت، أن إيران لم تكن وحدها المطروحة على طاولة اللقاء بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظرائه في دول «مجلس التعاون الخليجي» في قطر في الثالث من آب (أغسطس) الماضي، «لم تكن إيران البند الوحيد على جدول أعمالهم، إذ ناقشوا أيضاً محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وذلك في أعقاب عمليات الاعتقال الأخيرة المتّصلة ب(داعش) التي جرت في ثلاثٍ من دول مجلس التعاون الخليجي، هي: الإمارات التي كشفت أنها بصدد محاكمة 41 شخصاً بتهمة محاولة تأسيس (خلافة) شبيهة بتنظيم (داعش) في البلاد، والكويت التي كشفت أنها ألقت القبض على أربعة أشخاص ينتمون إلى خلية تابعة للتنظيم، والمملكة التي أعلنت أنها ألقت القبض على 431 شخصاً مرتبطين بالتنظيم الإرهابي». وقالت بوغارت إنه «في أعقاب أكثر الهجمات الإرهابية فتكاً في تاريخ الكويت التي وقعت في 26 حزيران (يونيو)، إضافة إلى وقوع سلسلة من التفجيرات وحوادث إطلاق نار مميتة في السعودية منذ الخريف الماضي، فإن منع الهجمات التي يشنّها تنظيم (داعش) أصبحت أولوية قصوى بالنسبة للعديد من دول الخليج». وحذرت الباحثة الأميركية من أن «السعودية أصبحت هدفاً رئيساً لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)»، مشيرة إلى أن «أجهزة الأمن في المملكة تراقب استراتيجية التجنيد والتخطيط الإرهابي المتطوّرتين اللتين يعتمدهما التنظيم الإرهابي عن كثب».