في الوقت الذي أشعلت التنافسات فيه الساحة الفنية، وبدأت رؤوس المال تضخ استثماراتها في سوق الفن الناشئة والجذابة للمقتني المحلي والعالمي، انطلقت مبادرة شبابية لتوثيق الفعاليات الفنية من أنشطة ومعارض وورش ومحاضرات تسمى «دليل الفن السعودي»، مضمنين في موقعهم على الإنترنت حصراً لجميع الغاليرات ال52 في المملكة، في خطوة لم تلتفت لها أيٌ من وزارة الثقافة والإعلام أو جمعية «جسفت»، التي يرى متابعو المشهد دخول ممارساتها في مرحلة ضبابية غير قادرة على تنظيم سوق الفن بين الثلاثي الفنان والغاليري والمقتني. ستة أشهر هو الوقت المستغرق لتكوين قاعدة بيانات لجميع الغاليرات السعودية، بحسب ما قاله ل«الحياة» زياد السيد المؤسس الشريك مع عدنان منجل وسرية درويش، الذي أشار إلى أن الهدف الرئيس من هذه الخطوة، «إنشاء بنية تحتية رقمية للفن، وتسهيل تواصل الصالات مع بعضها مع ما نقدمه للجمهور في الوقت نفسه، حتى أننا شجعناهم على إنشاء صفحاتهم الخاصة في شبكات التواصل الاجتماعي»، لافتاً إلى أن رصد الفعاليات «يسهل على محبي الفن متابعة الحركة الفنية». متابعو الدليل في شبكات التواصل الاجتماعي لاحظوا حيادية الصفحات ودقتها في متابعة ونشر الأخبار الفنية لكلا مبادرتي «فن جدة جو» و«فن جدة 21.39» وغيرها، وهو ما جاء رداً على «اتهامات بتحيزها لطرف من دون الآخر»، بحسب ما ذكره السيد. وأضاف قائلاً: «لأننا تعاونا بعقد قبل خمسة أشهر على طبع دليل فني لإحدى الفعالتين، لا يعني أن التزامنا بالحيادية في شبكات التواصل وموقعنا انتهى، هو مجرد عقد ونحن ملتزمون فيه». فيما أكد عدنان منجل أن الحراك الفني في السعودية يتوسع ويزدهر بطريقة متسارعة، في حين أن «المتلقين الذين يفترض منهم التفاعل لا يعرفون أوقات افتتاح الفعاليات وأماكن إقامتها»، منوهاً بأن متابعة الفنانين لنشاط بعضهم بكثافة سيؤدي إلى رفع جودة الأعمال المقدمة، «نظراً إلى معرفتهم بالسياق الفني العام والمعاصر». الموقع المدعوم ذاتياً جاءت فكرته اتساقاً مع ما يقام بأسابيع الفن الدولية، إذ يوضح منجل أن الأخيرة تقدم «دليلاً كاملاً للزائر تستعرض فيه جميع أنشطتها، في حين غاب هذا الأمر هنا عن ساحتنا»، مضيفاً: «نحن ندعم أي معرض فني موجود في السعودية، وننشر الأخبار عن مشاركات السعوديين في الخارج أيضاً، بعض الغاليرات لا تعرف كيف تخبر الجمهور بنشاطها، وكل ما نطلبه هو تواصلهم معنا». يذكر أن الفريق تعاون مع مجلة «كانفس» لإصدار كتاب يوثق سير الفنانين المعاصرين وأعمالهم، بعنوان: «كتاب المملكة المعاصرة».