يعرض مجموعة من فناني الإمارات أعمالهم الفنية في فيلا فخمة تبعد أمتاراً قليلة عن منارة السعديات، حيث تقام فعاليات “فن أبوظبي”، على هامش الحدث الأضخم للفن الحديث والمعاصر في المنطقة، بعيداً عن زحمة محبي الفن. ويعد “فن أبوظبي” الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة للسنة الرابعة، سوقاً فنية يلتقي فيها أصحاب صالات العرض الفنية، ومقتنو الأعمال والفنانون، إذ تتم خلالها أعمال البيع والشراء إلى جانب تبادل الأفكار والطروحات عن الثقافة والفنون عامة. ويشارك في السوق هذا العام حوالي خمسين معرضاً فنياً من أنحاء العالم تعرض أعمالاً متنوعة لأكثر من 400 فنان. اختارت المجموعة الإماراتية عنوان “استكشاف الأماكن” عنوانا لمعرضها الذي يضم أعمالاً من مدارس وتيارات فنية متنوعة من لوحات ومنحوتات وأعمال تركيبية للفنانين محمد أحمد إبراهيم، وجلال لقمان، وحسين الشريف، ومحمد المزروعي، ومطر بن لاحج، ومحمد الأستاذ، وخلود الجابري، إلى جانب اللبنانية المقيمة في الإمارات سلوى زيدان. وقال الفنان محمد المزروعي لوكالة فرانس برس “إنها تجربة أولى ومحاولة من المنظمين لدعم مجموعة من الفنانين الإماراتيين الذين تقدموا بطلب للمشاركة في الحدث، ولكن ليس لديهم القدرة للمشاركة عن طريق معرض فني كما يشترط المنظمون”. يبدو المعرض هادئاً ومنسياً وسط صخب “فن أبوظبي” القريب لعدم وجود دعاية أو ذكر للمعرض في الدليل، أو أي من المطبوعات المصاحبة، ولولا اجتهاد الفنانين أنفسهم على صفحاتهم الخاصة على شبكات التواصل الاجتماعي لما تم التنبه للمعرض. واعتبر المزروعي أنه “لا يوجد وعي إداري لدى المنظمين بالعملية الفنية في أبوظبي خاصة فيما يتعلق بالفنانين المحليين الذي هم جزء من التطوير الفني للمدينة” وأضاف “في المحصلة هي خطوة أولى والمفروض أن يبنى عليها لتتطور بعد تقييم التجربة، وسنقوم بتقديم مقترح لكيفية التعامل مع الفنان المحلي في مثل هذه المناسبات الكبرى: تزخر الساحة الفنية الإماراتية بتجارب فنية متقدمة لا سيما في عالم الفن الحديث والمعاصر، ويقوم معرض “هنر غاليري” من دبي بعرض أعمال اثنين من كبار الفنانين في الإمارات في “فن أبوظبي” هذا العام، هما عبد القادر الريس ونجاة مكي. من جهة أخرى، قالت الفنانة خلود الجابري لوكالة فرانس برس “إنها خطوة جيدة أن يتم تلبية طلبنا كفنانين لا يجدون من يمثلهم في المعرض، وبالتراضي تم دعمنا، وأقيم المعرض على الهامش، على أمل أن يتم في المرات القادمة التعامل بشكل مختلف مع فناني البلد”، في إشارة إلى بعد الفيلا عن مكان الحدث الرئيسي، وانعدام الترويج للمعرض. وأضافت خلود “أي فنان يصبح جزءاً من المشهد التشكيلي الفاعل في المكان عن طريق نشاطه وعمله المستمر، فلم يصل أساتذتنا مثل عبد القادر الريس ونجاة مكي بسهولة إلى مصاف الفنانين المرموقين، لقد تعبوا وضحوا كثيراً ليرسخوا أسماءهم”. أ ف ب | أبوظبي