يشيّع اليوم رجل الأعمال اللبناني انطوان شويري إلى مثواه الأخير في مسقطه بشري بعد أن تقام مراسم الجنازة لراحة نفسه في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت. وكانت عائلة الراحل تلقت التعازي في صالون الكنيسة التي توافدت إليها منذ الصباح شخصيات سياسية ودينية واجتماعية اضافة الى وفود إعلامية وشعبية. وأعلن نائبا «القوات» ستريدا جعجع وإيلي كيروز أن «منطقة بشري تستعد، تكريماً للراحل الكبير ووفاء لإبنها البار، لاستقبال جثمانه في مأتم مهيب إذ لبست المنطقة ثوب الحداد واتشحت شوارعها بالأعلام السود وأُقيمت أقواس النصر في قرى القضاء كافة وأُقفلت المدارس حداداً». وأوضحا في بيان أن «أبناء المنطقة يقيمون لوداع فقيدها الغالي، أربع محطات استقبال للجثمان في القضاء في عبدين وحدث الجبة وحصرون وبقاعكفرا. وفي كل محطة سيستقبل الجثمان عدد من الفرق الموسيقية والأخويات وتلامذة المدارس وفاعليات المنطقة، ثم ينتقل بعدها موكب الجثمان الى أول مدخل بشري حيث سيستقبله نائبا القضاء وفاعليات المنطقة وكل الأحبة والأصدقاء والأهل وسيُحمل النعش على الأكف وستُطلق 21 طلقة تكريمية. ويسجى النعش في كنيسة مار سابا حيث ستُقام صلاة وتُتلى كلمة وداعية باسم «القوات» وكلمتان لأنطوان الخوري طوق والشاعر رودي رحمة». وأشارا الى أنه «تخليداً لذكرى الراحل الكبير، سيُعلن عن اطلاق اسم انطوان الشويري على أحد شوارع بشري الرئيسة، كما يُطلب من كل أبناء جبة - بشري عدم اطلاق النار واستقبال جثمان الفقيد بهدوء وسلام». ونعى رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع الشويري. ووصفه في بيان صادر عن مكتبه ب «رجل القضية اللبنانية، والصديق الوفي في فترة الصعوبات طيلة ثلاثين عاماً»، مذكراً ب «أعماله الخيرية والإنسانية والاجتماعية في المجالات كافة». وقال: «الشويري هو إنسان بكل ما للكلمة من معنى، وفي قلبه حنين دائم لوطنه حتى ولو كان غائباً عنه الى درجة انه امتهن الإعلان والإعلام خدمةً ودفاعاً عن قضيته الوطنية». وأعرب رئيس مجلس إدارة مجموعة MBC الشيخ وليد بن ابراهيم آل ابراهيم عن عميق حزنه على غياب أنطوان شويري مؤسّس ورئيس مجلس إدارة مجموعة شويري، وقال في رحيله: «ضرب أنطوان شويري أمثلة في حسن التعامل وصَوْن شرف الكلمة، فهو واحد من القلائل الذين أرسوا مبادئ راسخة في الالتزام المهني وحسن التعامل... كانت كلمته بمثابة العقد المُبرَم، لا تتغيّر مهما تغيّرت الظروف أو تبدّلت، لدرجة دفعت الكثيرين إلى التعامل معه من دون عقود أو أوراق رسمية». وأضاف: «كانت وحدة لبنان واستقراره هاجس أنطوان شويري الدائم، وهو الذي لعب دوراً مهماً في التقريب بين الأطراف اللبنانية المختلفة، وفي ردم الهوّة بينها. كل ذلك كان يجرى بعيداً من الأضواء، إذ لم يكن الراحل في مسعاه ينشد الظهور أو نيل المكاسب أو بلوغ المراتب، بل كان يؤمن بأن لبنان بلد موحَّد لجميع أبنائه بعيداً من الطائفية التي كان يمقتها بشدة».