ما زالت حقيقة الحادث المأسوي للمروحية الإسعاف التابعة لرئاسة الأركان في غرب ليبيا، مثار شكوك وأقاويل متناقضة. وفيما تبنى محمد حجازي الناطق باسم «عملية الكرامة» بقيادة الفريق خليفة حفتر مسؤولية إسقاط المروحية، في مداخلة تلفزيونية على الهواء، سارع «جيش القبائل» المتحالف مع حفتر إلى نفي مسؤوليته عن الحادث الذي وقع في مناطق سيطرته في ورشفانة (غرب طرابلس). وذهب ناطق باسم «جيش القبائل» إلى حد التنديد بإسقاط المروحية، ما أسفر عن مقتل 23 راكباً مدنياً وعسكريَين كانا على متنها، واعتبره حادثاً مؤسفاً. وأبلغت «الحياة» مصادر مطلعة في مدينة الماية بأن المروحية المنكوبة تستخدم في التنقل بين طرابلس وبعض المدن غرب العاصمة، عندما تغلق الطرق. ويبدو أن وجود العقيد حسين بودية، آمر غرفة عمليات غرب ليبيا في رئاسة الأركان التابعة لحكومة طرابلس، إضافة إلى عدد من قيادات «فجر ليبيا»، جعل المروحية التي نقلت مبالغ نقدية إلى مصارف في مدينة صبراتة، عرضة لرصاص مسلحين مختبئين في منطقة تكثر فيها الأشجار في الماية. ولا يعرف هل أن اولئك المسلحين على اتصال بقيادة «جيش القبائل» أم أنهم تصرفوا من دون أمر أو تنسيق. لكن مصادر أخرى شككت في هذا الاحتمال، آخذة في الاعتبار سقوط المروحية في البحر على بعد كيلومترين من الساحل. وأعلنت رئاسة الأركان في حكومة طرابلس استنفاراً في المنطقة ومنعت الاقتراب منها، فيما انتشلت جثث الضحايا ونقلت إلى مطار معيتيقة في طرابلس، حيث أقيمت للضحايا صلاة جنازة رسمية في ميدان الشهداء أمس، فيما أعلن المؤتمر الوطني والحكومة المنبثقة عنه الحداد العام على ضحايا الحادث المأسوي.