شن الطيران التابع للواء المتقاعد في الجيش الليبي خليفة حفتر غارة على مواقع في محيط ميناء زوارة غرب العاصمة طرابلس أمس، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بينهم عمال أجانب، إضافة إلى أضرار كبيرة لحقت بمخازن مواد غذائية تموّن الغرب الليبي بكامله. يأتي ذلك في إطار توعد حفتر بنقل المعركة إلى غرب ليبيا وفرض حصار بري وبحري وجوي على المنطقة، الأمر الذي بدأه بغارة استهدفت مطار معيتيقة في العاصمة طرابلس قبل أسبوع، أدت إلى اضطراب الرحلات في المنفذ الجوي الوحيد للمسافرين في غرب البلاد. وتزامنت الغارة على زوارة (تبعد 120 كلم غرب طرابلس) الواقعة على الطريق الساحلي المؤدي إلى الحدود التونسية، مع معلومات عن نقل حفتر قوات ومعدات إلى مدينة الزنتان في الجبل الغربي، استعداداً لمحاولة السيطرة على هذا الطريق بالتعاون مع مقاتلي المدينة و «جيش القبائل» المتحالفين معه. وقصفت طائرة يعتقد أنها من طراز «ميغ 23» أقلعت من قاعدة الوطية في الزنتان، مواقع في محيط ميناء زوارة، من بينها مخازن كبرى للسلع الغذائية. وأبلغ «الحياة» الناطق باسم الغرفة الأمنية في زوارة حافظ أحمد، بأن الغارة أسفرت عن 9 قتلى و30 جريحاً على الأقل، مشيراً إلى وجود عدد من العمال الأفارقة بين الضحايا. وقدرت مصادر في بلدية زوارة حجم الخسائر بملايين الدينارات الليبية، نتيجة احتراق مئات الأطنان من السلع، مشيرة إلى أن المخازن تمول الغرب الليبي بكامله، من الحدود التونسية في رأس جدير وصولاً إلى سرت (وسط). وأصيب عدد من أطفال مدرسة مجاورة بجروح طفيفة وسادت حال من الذعر في المدرسة التي أصيبت بأضرار، فيما هرع ذوو الأطفال لإعادتهم إلى منازلهم. وقالت مصادر ناطقة باسم حفتر إن هدف الغارة التي شنها «سلاح الجو الليبي»، لم يكن مخازن السلع التموينية، بل مخزناً مجاوراً للذخيرة. غير أن مصادر في طرابلس اعتبرت الغارات المتكررة على مواقع عدة في غرب البلاد أخيراً، ومن بينها متنزه للأطفال جنوبطرابلس الثلثاء الماضي، جزءاً من حرب نفسية تشنها قوات حفتر على «الحاضنة الشعبية» لقوات «فجر ليبيا» المناهضة له. وربطت مصادر أخرى الغارات بتوعد اللواء عبد الرازق الناظوري رئيس أركان الجيش التابع لحفتر، محاصرة المنطقة الغربية الواقعة تحت سيطرة خصومه. وأعلن الناظوري خلال اجتماع مع قيادات عسكرية حضره حفتر، قرار إغلاق مطاري مصراتة ومعيتيقة (في طرابلس) وأيضا إغلاق موانئ طرابلس وزوارة ومصراتة بسبب «استخدم الجماعات المسلحة هذه المنافذ في عمليات إرهابية ضد قوات الجيش الليبي»، كما قال. ويخوض مقاتلو «مجلس شورى الثوار» المتحالفون مع «فجر ليبيا» حرب استنزاف في بنغازي ضد قوات حفتر الذي تعهد تطهير المدينة في غضون ثلاثة أشهر، لينقل المعركة إلى طرابلس، والتي رأى أنها تتطلب ثلاثة أشهر أخرى للسيطرة عليها.