أصدر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قراراً بتمديد حال الطوارئ في محافظة شمال سيناء لمدة ثلاثة شهور. وفرضت الطوارئ التي يصحبها حظر للتجوال في مناطق محددة من شمال سيناء منذ الهجوم على مكمن «كرم القواديس» العسكري في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، والذي قُتل فيه أكثر من 30 ضابطاً وجندياً. ووفقاً للدستور، لا يجوز تمديد حال الطوارئ أكثر من 6 شهور إلا باستفتاء شعبي، لكن السلطات دأبت على فرض الطوارئ في سيناء بعد انتهاء المدة الدستورية بأيام لفترة جديدة، في محاولة للإفلات من القيد الدستوري. وقالت الرئاسة في بيان: «يتم تطبيق حظر التجوال في المناطق المعلنة فيها حال الطوارئ وهي شرقاً من تل رفح مروراً بخط الحدود الدولية وحتى العوجة، غرباً من غرب العريش وحتى جبل الحلال، وشمالاً من غرب العريش مروراً بساحل البحر وحتى خط الحدود الدولية فى رفح، وجنوباً من جبل الحلال وحتى العوجة على خط الحدود الدولية». وأعلنت فرض حظر التجوال في المنطقة المحددة «طوال مدة إعلان حال الطوارئ من الساعة السابعة مساء وحتى الساعة السادسة صباحاً، باستثناء مدينة العريش التي يكون حظر التجوال فيها من الساعة الواحدة صباحاً وحتى الساعة الخامسة صباحاً أو حتى إشعار آخر». وكلّف القرار القوات المسلحة والشرطة «اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله، وحفظ الأمن في المنطقة وحماية الممتلكات العامة والخاصة وحفظ أرواح المواطنين». وقالت مصادر أمنية إن حملة دهم شهدتها مدن العريش والشيخ زويد ورفح أسفرت عن توقيف 58 مشتبهاً بهم وتدمير «عدد من البؤر الإرهابية» وتفجير عبوة ناسفة. وجُرح شخص إثر انفجار عبوة ناسفة جنوب منطقة الخروبة في الشيخ زويد. وقال مصدر أمني إن «عناصر تكفيرية زرعت العبوة الناسفة في طريق القوات، وانفجرت أثناء مرور إحدى المدرعات، إلا أنها لم تتأثر بها ولم يُصِب أحد من القوات، لكنّ مواطناً تصادف مروره في المنطقة بسيارته جُرح، ونقل إلى مستشفى في القاهرة لتلقي العلاج». وقُتل ضباط وجنود بانفجار عبوات ناسفة دأب مسلحون على زرعها على جوانب الطرق، خصوصاً في مدينة العريش. وتكررت تلك الهجمات خلال الأسابيع الماضية في شكل مطرد، ما دفع قوات الجيش والشرطة إلى شن حملات دهم مكثفة لضبط الخلية المسؤولة عن زرع تلك العبوات الناسفة. وخفتت حدة العنف في سيناء في أعقاب انتهاء المرحلة الأولى من العملية العسكرية «حق الشهيد» التي قال الجيش إنها أكبر عملية تقوم بها قواته في شبه الجزيرة. وأعلن في أعقابها قتل «مئات المتشددين» والسيطرة على الطرق الرئيسة بين مدن العريش والشيخ زويد ورفح، وأطلق المرحلة الثانية بهدف السيطرة على الطرق الفرعية داخل تلك المدن. وتراجعت قدرة فرع تنظيم «داعش» في سيناء على القيام بهجمات كبرى تكررت منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 تموز (يوليو) 2013، ورد التنظيم على حملة الجيش بالدعوة إلى «اصطياد» الضباط في المكامن. لكن يبقى تحدي زرع العبوات الناسفة، خصوصاً في العريش، بعدما تكررت الهجمات في شكل يومي تقريباً. من جهة أخرى، قُتل ثلاثة أشخاص بانهيار عقار في حي أبو قير شرق مدينة الإسكندرية التي تشهد موجة من الطقس السيئ مصحوبة بأمطار وسيول أغرقت شوارع المدينة، وشردت عشرات الأسر، ودفعت المحافظ هاني المسيري إلى الاستقالة. وقالت السلطات المحلية إن العقار المنكوب «انهار بسبب وجود تصدعات كبيرة لقدم بنائه».