عبرت مدمرة «يو اس اس لاسن» الأميركية خلال تنفيذها مناورات، على مسافة أقل من 12 ميلاً بحرياً من جزيرتين اصطناعيتين تبنيهما بكين في بحر الصينالجنوبي أمس، ما أثار تنديداً من الصين التي استدعت السفير الأميركي ماكس بوكاس للاحتجاج على «التصرف غير المسؤول الذي يهدد سيادتنا». وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي: «ننصح الجانب الأميركي بالتفكير ملياً قبل التحرك، وعدم التصرف بتهور واستخفاف وعدم إثارة مشكلات بلا سبب»، علماً أن مناورات السفينة الأميركية تأتي قبل لقاء قيادة الحزب الشيوعي الصيني في بكين هذا الأسبوع، لبحث الخطة الخمسية الجديدة للبلاد. وأفادت وزارة الدفاع الصينية بأن سفنها الحربية وجهت تحذيرات للسفينة الأميركية خلال اقترابها من الجزيرتين، مؤكدة أن الجيش «سيرد بحزم على أي استفزاز». وتؤكد بكين سيادتها على غالبية بحر الصينالجنوبي. وهي تنفذ منذ نحو سنة عمليات ردم ضخمة لتحويل شعب مرجانية إلى موانئ وبنى تحتية مختلفة، في حين تخشى الولاياتالمتحدة ودول في جنوب شرقي آسيا من عملية عسكرية مفاجئة للعملاق الصيني، قد تمنحه السيطرة على أرخبيل سبراتليز، أحد ممرات الملاحة الأكثر استراتيجية في العالم والذي يعبره ثلث شحنات النفط العالمية. وكان مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه صرح سابقاً بأن «قواتنا تنفذ عمليات روتينية في بحر الصينالجنوبي تتفق مع القانون الدولي»، مشدداً على أن تحركات هذه القوات «منفصلة عن مسألة السيادة على الجزر، إذ أوضحنا أننا لن نتخذ أي موقف حول ما يزعمه هذا الطرف أو ذاك من سيادته على أراضٍ في بحر الصينالجنوبي». وتابع: «سنحلق ونبحر ونتحرك في أي مكان في العالم يخضع للقانون الدولي». على صعيد آخر، اتهمت صحيفة «جيش التحرير الشعبي» التابعة للجيش الصيني «قوى معادية في الغرب بمحاولة تزوير تاريخ الحزب الشيوعي الحاكم في الصين والجيش، وفرض ثورة ملونة على الجنود الأكثر عرضة للتأثيرات الخارجية». وكتبت صحيفة «جيش التحرير الشعبي» في تعليق في صفحتها الأولى: «القوى الغربية المعادية لا تألو جهداً للتقليل من شأن تقاليدنا النبيلة، وتشويه سمعة أبطالنا وتزوير تاريخ حزبنا وجيشنا». وأضافت أن تلك القوى «تحاول بلا جدوى دفع (ثورة ملونة) لحملنا على تغيير مساراتنا». إلى ذلك، حض وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليابان على أن تُظهر قطيعة واضحة مع ماضيها «غير المشرّف»، وأن تطلق أفقاً جديداً، إذا أرادت علاقات مستقرة وقوية مع الصين وكوريا الجنوبية. وتعقد الدول الثلاث الأسبوع المقبل، قمة أولى منذ ثلاث سنوات، لمناقشة التعاون وتحسين علاقات متوترة بسبب الاستعمار الياباني لآسيا قبل الحرب العالمية الثانية وخلالها، إضافة إلى نزاعات على أراضٍ.