وصلت هذا العام ستة أفلام عربية إلى القائمة المرشحة لجائزة الفيلم الأجنبي والتي تضم 81 فيلماً، سيتم اختيار 15 منها فقط، لتنافس على جائزة «الأوسكار» في شكل رسمي. ومنذ أن أصبحت جائزة أفضل فيلم أجنبي تمنح سنوياً منذ العام 1956، لم يصل الى القوائم النهائية سوى سبعة أفلام عربية. ومن المقرر أن يتم الإعلان عن ترشيحات جوائز «الأوسكار» في 14 كانون الثاني (يناير) المقبل. وتمثل هذه الأفلام كلاً من فلسطينوالأردنوالعراق والمغرب والجزائر ولبنان. وتشارك فلسطين بفيلم ساخر يحمل اسم «المطلوبون ال 18» لعامر شومالي وبول كوان، يحكي تجربة العصيان المدني لأهالي مدينة بيت ساحور الفلسطينية أثناء الانتفاضة الأولى (1987-1993)، حين قرر الأهالي مقاطعة المنتجات الإسرائيلية ورفضوا دفع الضرائب للاحتلال، وشكلوا لجاناً شعبية مهمتها إقامة البدائل الاقتصادية والتعليمية. ورشحت فلسطين هذا الفيلم بعدما استبعدت اللجنة فيلم «ياطير الطاير» الذي يحكي قصة صعود المطرب الفلسطيني ونجم «أراب آيدول» محمد عساف، لعدم توافر شروط المنافسة فيه، إذ إن من الشروط أن يكون الفيلم تم عرضه في صالات بلده، الأمر الذي لا يتوافر في فيلم عساف. وشارك الأردن بفيلم «ذيب» الذي يحكي قصة فتى بدوي وشقيقه، يتركان مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالأخطار في مطلع الثورة العربية الكبرى. وتعتمد نجاة البطل من هذه الأخطار على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة. أما العراق فوصل إلى القائمة عبر فيلم «ذكريات على الحجر» لشوكت أمين كوركي، الذي يتناول «مذبحة الأنفال» التي راح ضحيتها 200 ألف قتيل من الشعب الكردي في إقليم كردستان، على يد نظام صدام حسين. ويشارك المغرب في المنافسة بفيلم «عايدة» للمخرج إدريس المريني، الذي يحكي عن امرأة يهودية مصابة بالسرطان، تعود إلى وطنها لتقضي آخر أيام حياتها، وتعيد اكتشاف ذاكرتها وهويتها المتعددة. أما السينما اللبنانية فهي موجودة هذا العام بفيلم «وينن» الذي اخرجه ستة مخرجين، ويتناول قصة ست نساء لبنانيات من مختلف الأعمار، ينتظرن عودة أبنائهن وأشقائهن وأزواجهن أوعشاقهن، الذين تم اعتبارهم في عداد المفقودين منذ الحرب الأهلية اللبنانية. وتدخل الجزائر المنافسة هذا العام بفيلم «غروب الظلال»، للمخرج الجزائري محمد لخضر حامينا، ويحكي الفيلم قصة ثلاث شخصيات لكل منها ثقافتها: خالد مجاهد جزائري من الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا وخريج جامعة السوربون، و"سانتوناك" الرائد في الجيش الفرنسي الذي يعتقد بأن الجزائر فرنسية، و"لامبير" جندي الضمير الفرنسي المناصر للقضية الجزائرية. ومن الإمارات تأهل الفيلم الوثائقي «حجاب» لجائزة أفضل فيلم وثائقي في جوائز «الأوسكار»، وشارك في إخراجه ثلاثة مخرجين، هم: السوري مازن الخيرات، والإماراتية نهلة الفهد، والبريطاني أوفيديو سالازار. ويحكي الفيلم عن الحجاب والإسلام «بعيداً من التشدد»، وفق قول المخرجة نهلة الفهد. أما السينما المصرية الأكثر إنتاجاً في الوطن العربي، فتسبب خطأ نقابة السينمائيين في تحديد الموعد النهائي لاستقبال الفيلم المصري المشارك في استبعاد فيلم «بتوقيت القاهرة»، من تمثيل مصر في المسابقة العالمية. يذكر أن السينما الجزائرية تعتبر السينما العربية الوحيدة التي فازت بجائزة «الأوسكار» لأفضل فيلم أجنبي عن فيلم «زد» (1969) الذي أخرجه اليوناني - الفرنسي كوستا غافراس. وهي كذلك أكثر سينما عربية حققت إنجازاً في الوصول إلى القائمة الرسمية لترشيحات «الأوسكار».