ضرب زلزال بقوة 7,5 درجات على مقياس ريختر مناطق شرق أفغانستان وشمالها، وأخرى في شمال باكستان، ما أسفر عن سقوط أكثر من 160 قتيلاً في باكستانوأفغانستان. ويحتمل أن ترتفع حصيلة القتلى في الأيام المقبلة في ظل عدم ورود أنباء من قرى عدة من منطقة جبال هندوكوش، حيث مركز الزلزال، بسبب انقطاع الاتصالات. وشعر سكان في مناطق واسعة بالزلزال الأقوى الذي يضرب أفغانستانوباكستان خلال أكثر من 70 سنة، ووصلت ارتداداته إلى الهند. وهو استغرق أكثر من 40 ثانية في باكستان حيث توفي كثيرون بعد قفزهم من منازلهم، وحوالى دقيقة في أفغانستان. ثم تبعته هزة ارتدادية بقوة 4.8 درجات زادت هلع مواطني البلدين. وأوضح المعهد الأميركي لرصد الزلازل أن «الزلزال نتج من تصدع حصل في الطبقة الصخرية لجبال هندوكوش، وأن منطقته تشهد تحركاً للطبقة الصخرية تحت سطح الأرض»، علماً أن شبه القارة الهندية تتحرك في اتجاه القارة الأوروبية بمعدل 37 ملليمتراً سنوياً، ما قد يؤدي إلى هزات أرضية كثيرة في المنطقة مستقبلاً. أما مركز رصد الزلازل في باكستان فحدد موقع الزلزال على عمق 214 كيلومتراً تحت سطح أرض منطقة اشكامش جنوب ولاية بدخشان الأفغانية المحاذية للحدود مع باكستان، «ما خفف حجم الإصابات الناتجة منها»، مقارنة بزلزال أقل عمقاً ضرب البلاد قبل عشر سنوات انطلاقاً من بالاكوت (شمال)، وخلّف أكثر من 83 ألف قتيل و3,5 ملايين مشرد. وأحصت السلطات المحلية والإقليمية في باكستان مقتل 135 شخصاً على الأقل. وذكرت حكومة إقليم بيشاور أن منطقتي تشترال وبونير ومحيطهما شهدتت الدمار الأكبر. وقال أحد سكان الإقليم ويدعى محمد رحمن (87 سنة): «لم أشعر في حياتي بهزة أرضية بهذه القوة. كان الزلزال عنيفاً». وجنوب العاصمة إسلام آباد، هرع السكان المعتادون على الهزات التي تتكرر مرات سنوياً، إلى الشارع. وقالت امرأة في الخمسين من العمر خرجت بسرعة من منزلها: «كان الأمر فظيعاً. عادت بي الذكريات إلى العام 2005». وفي أفغانستان، أعلن مسؤولون أن أضراراً بالغة لحقت بقرى في ولايات بدخشان، حيث دُمر حوالى 400 منزل على الأقل، ونورستان وكونار وبقلان وكابول، مشيرين إلى سقوط 31 قتيلاً بينهم 12 فتاة سحقن تحت الأقدام خلال تدافع حدث بمدرسة في منطقة تخار (شمال)، بينما قتل 6 آخرون في ولاية ننغرهار (شرق)، واثنان في منطقة نورستان (شمال شرق) وثلاثة في إقليم كونار (شرق). وأشار المسؤولون إلى أن الانهيارات الأرضية والانزلاقات في التربة بسبب الزلزال المدمر والأمطار الغزيرة قد تصعب عمليات الإغاثة وإنقاذ المنكوبين في القرى النائية. وفي شمال الهند، هرع مئات من السكان المذعورين إلى الشارع في سريناغار، كبرى مدن الشطر الهندي من إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان، حاملين أطفالهم خشية تكرار زلزال 2005. وعلى رغم أن أي معلومات لم ترد عن حصول خسائر، انقطعت شبكة الهواتف النقالة وتوقفت حركة السير في الشوارع، علماً أن هذه المنطقة شهدت فيضانات كبيرة ألحقت أضراراً بمبانٍ عدة قبل سنة، ما جعلها أكثر عرضة للدمار جراء هزات. وأيضاً تسبب الزلزال بتوقف مترو نيودلهي عن العمل موقتاً.