هيمن غرق محافظة الإسكندرية الساحلية في مياه الأمطار على مشهد الانتخابات النيابية المصرية التي انطلقت جولة الإعادة في مرحلتها الأولى أمس بتصويت المغتربين، في ظل مشاركة يتوقع أن تقل عن النسبة التي شهدتها الجولة الأولى وبلغت 26 في المئة. وكانت أمطار غزيرة تسببت في مقتل خمسة أشخاص في الإسكندرية، وأطاحت محافظ المدينة الساحلية هاني المسيري. وفتحت النيابة المصرية تحقيقاً مع مسؤولين محليين بتهمة «الإهمال»، فيما استدعى الرئيس عبدالفتاح السيسي أركان حكومته إلى اجتماع أمس، شدّد خلاله على «معالجة الأسباب التي حالت دون استيعاب مياه الأمطار في الإسكندرية، والتحسب لمثل هذه الظروف في المحافظات الساحلية كافة»، وفقاً لبيان رئاسي. وأثارت مشاهد غرق شوارع الإسكندرية وغمر المياه بنايات تساؤلات عن كيفية إجراء الانتخابات في المحافظة اليوم وغداً، ضمن جولة الإعادة التي تجرى في محافظات المرحلة الأولى. وسيتم التنافس في المحافظة على جميع المقاعد المخصصة بالنظام الفردي (25 مقعداً)، بعدما حسمت قائمة «في حب مصر» مقاعد الإسكندرية المخصصة بنظام القوائم. وبدا واضحاً أن نسب إقبال الناخبين ستنحسر عن تلك التي حققتها الجولة الأولى بتصويت 26 في المئة من ناخبي المرحلة البالغ عددهم 27 مليوناً، وهو ما عكسه الإقبال المحدود للمصريين المغتربين الذين بدأوا التصويت في 139 سفارة وقنصلية مصرية أمس، وتعززه توقعات الأرصاد بدخول البلاد موجة من الطقس السيئ. ويجري الاقتراع في الداخل اليوم وغداً في 14 محافظة هي: الجيزةوالفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح، ويتنافس فيها 444 مرشحاً على 222 مقعداً موزعين على 103 دوائر انتخابية بعد حسم 4 مقاعد من الجولة الأولى. وتسلمت قوات الجيش والشرطة أمس لجان الاقتراع، ونشرت تعزيزات على الطرق الرئيسة تحسباً لحصول أعمال عنف. وشهدت السفارات المصرية أمس مشاركة محدودة للمقترعين المغتربين. وجاء المصريون في الكويت في صدارة نسب الإقبال في الخارج، وفقاً للجنة المشرفة على الانتخابات التي أكدت أن الاقتراع في الخارج انطلق صباح أمس، وأنها أخطرت السفارات المصرية بقرار اللجنة العليا بوقف جولة الإعادة في دوائر دمنهور والرمل والواسطى ومركز بني سويف، بعد صدور أحكام قضائية بإعادة الانتخابات في تلك الدوائر، وقبول طعون مرشحين خاسرين من الجولة الأولى. وأعلن نائب وزير الخارجية حمدي لوزا أن عدد من أدلوا بأصواتهم في الخارج بلغ حتى ظهر أمس نحو أربعة آلاف ناخب في جميع السفارات، باستثناء البعثات في أميركا الشمالية والجنوبية التي لم تفتح بعد أبوابها نظراً إلى فوارق التوقيت، معتبراً أن التصويت في اليوم الأول «متوسط وإيجابي، خصوصاً أنه يوم عمل في الدول العربية والغربية». وأشار إلى أن «الكويت هي الدولة الأكثر كثافة من حيث نسبة التصويت حتى الآن، والأعداد ضعف ما عليها في السعودية، وتليها الإمارات وقطر والأردن، في حين أن الإقبال في المراكز الانتخابية في البلدان الأوروبية لا يزال ضعيفاً». وكانت محكمة القضاء الإداري رفضت أمس جميع الطعون التي تقدم بها مرشحون خاسرون، على نتائج الانتخابات في دوائر الجيزة، كما رفضت محكمة القضاء الإداري في الفيوم 14 طعناً قدمها 8 مرشحين خرجوا من الجولة الأولى، وتكرر الأمر نفسه في محافظة الأقصر حيث رفضت محكمة القضاء الإداري 10 طعون تطالب بإلغاء نتائج الجولة الأولى وإعادة الانتخابات في دائرتين. وقال الأمين العام لمجلس النواب خالد الصدر إن الأمانة العامة انتهت من تنقيح اللائحة القديمة المنظمة لعمل البرلمان الجديد، المتوقع التئامه قبل نهاية العام، ورفعتها إلى وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب مجدي العجاتي «لاتخاذ ما يرى حيالها». وأوضح أن «الأمانة العامة وفي إطار السوابق البرلمانية أزالت المواد المخالفة للدستور من اللائحة القديمة لمجلس الشعب من دون إدخال أي تعديل على المواد القائمة أو إضافة أي مواد جديدة إليها». إلى ذلك، اتهمت أجهزة الأمن «عناصر تكفيرية» باغتيال الأمين العام لحزب «النور» السلفي في شمال سيناء مرشحه في الانتخابات التشريعية مصطفى عبدالرحمن علي. وكان مجهولون أردوا علي بالرصاص السبت الماضي لدى مغادرته منزله في مدينة العريش. واعتبرت وزارة الداخلية في بيان أمس أن «الهدف من وراء الجريمة تمرير رسالة للتأثير سلباً على مسار العملية الانتخابية، خصوصاً في شمال سيناء، نظراً إلى موقف المجني عليه الرافض للفكر التكفيري والذي أثار العديد من العناصر التكفيرية والمتشددة تجاهه». وأكدت أن «أجهزة الأمن تكثف جهودها لتحديد الجناة وضبطهم».