تعلن في القاهرة اليوم نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية التي كان أسدل الستار عليها مساء أمس، بعد ثلاثة أيام من الاقتراع في الخارج والداخل، شهدت إقبالا ضعيفاً يتوقع ألا يتعدى 30 في المئة من إجمالي الناخبين. وشهد اليوم الأخير للاقتراع زيادة في حدة التجاوزات، وصلت إلى حد اشتباكات بين أنصار مرشحين استدعت تدخل الجيش والشرطة لفضها. وسعت جماعة «الإخوان المسلمين» إلى استغلال ضعف الإقبال على الاقتراع، للإيحاء بأنه استجابة لدعوتها إلى مقاطعة الانتخابات، لكن مراقبين عزوه إلى مشاكل اقتصادية وسياسية لا علاقة ل «الإخوان» بها. وفي كل الأحوال ستتجاوز الانتخابات الحديث عن نسبة الاقتراع مع بدء إعلان النتائج في الخارج أمس وفي الداخل اليوم. وأغلقت مساء أمس لجان الاقتراع وبدأت عملية فرز الأوراق تمهيداً لإعلان النتائج، قبل البدء في جولة الإعادة التي يتوقع أن تشمل غالبية المقاعد، خصوصاً تلك المخصصة للنظام الفردي (226 في المرحلة الأولى). ومن المفترض أن تعلن كل لجنة فرعية نتائج الفرز، وتبلغها إلى اللجنة العامة التي تتبعها، والتي ستحصر بدورها نتائج اللجان الفرعية التابعة لها وتجمعها، وتبلغ اللجنة العليا للانتخابات بها. ووفقاً للنظام الانتخابي، فإنه على المرشح الفردي أو القائمة الحصول على 50 في المئة من الأصوات، وهو أمر يصعب تأمينه في ظل الأعداد الكبيرة للمتنافسين (2548 مرشحاً للفردي، و8 قوائم انتخابية)، كما يتوقع بطلان أصوات كثيرة في ظل النظام الانتخابي المعقد. وكان 5460 مركزاً انتخابياً فتحت أبوابها صباح أمس لاستقبال الناخبين لليوم الثاني، ولكن استمرّ ضعف الإقبال في غالبية المناطق، ولوحظت زيادة أعداد المصوتين في القرى عن المدن، ما يعود إلى الاعتماد على العصبيات والعائلات في التصويت، فيما غابت طوابير الناخبين. بل إن عدداً كبيراً من لجان الاقتراع بدا خاوياً معظم ساعات النهار. وتوقع مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات رفعت قمصان، أن تكون نسبة المشاركة في حدود 22 في المئة. وتُجرى المرحلة الأولى في 14 محافظة هي الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والوادي الجديد والإسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح. ورصد «التحالف المصري لمراقبة الانتخابات» زيادة في حدة الانتهاكات الانتخابية في اليوم الثاني للاقتراع. وأشار إلى أن الإقبال ظل «محدوداً نسبياً، لافتاً إلى حصول «اشتباكات بين أنصار مرشحين، ومنع إعلاميين ووكلاء مرشحين، واستشرت ظاهرة الرشاوى الانتخابية والدعاية الانتخابية وتوجيه الناخبين».