مقدمة فقرة الأبراج على الفضائية الفلسطينية عراقية تدعى رندة. وهي كما عرّفت عن نفسها في حلقات من برنامج «فلسطين هذا الصباح» تعيش في مدينة رام اللهالفلسطينية منذ 15 سنة، برفقة زوجها الفلسطيني، بعد أن رفضت العيش في استراليا، وفضلت كما تقول أن تعيش بين الفلسطينيين الذين تحبهم في السراء والضراء. تقدم رندة قراءة أسبوعية في الأبراج، كما هي حال كثير من الفضائيات التي تفرد حيزاً لا بأس به لهذا الموضوع قد يمتد ويطول ليصبح أهم من قضايا مهمة جداً، مثل انحراف الأرض عن محورها بعد زلزال تشيلي، وفرضية أن تقصر ساعات النهار بعد هذا الانحراف، لاعتبارات مرّ عليها «المحللون الاستراتيجيون» مرور الكرام كما لاحظنا، وكأن الموضوع يعني كوكباً آخر، ليس كوكبنا على أية حال. لا نعرف ما هي تأثيرات هذا الانحراف على الأبراج وحركة الكواكب، بالتالي على مصائر الناس بحسب قارئات الأبراج. ولكن، في اتصال من غزة، بدا من خلاله المتصل في حال نفسية سيئة، لم يكن على رندة إلا نصيحته بالاسترخاء على شواطئ غزة، إذ يعمل بحرها على تهدئة أعصابه وجبر خاطره المكسور. أما وقد تحولت غزة بفعل عوامل كثيرة إلى مصح وسجن كبيرين، فإننا نشك بمدى صدقية نصيحة رندة للمتصل، وهي أدركت في ذلك الصباح استقراراً عجيباً في حياة الفلسطينيين، حتى بدا أن كل المتصلين «مرغمون» على رفاهية عاطفية ومادية ومعنوية كبيرة، باستثناء أهل برج الحوت الذين سيعانون هذه الأيام من مصاعب مادية وعاطفية بسبب تأثيرات أورانوس وأشياء أخرى عليهم. وعندما اعترضت مشاهدة مهتمة من رام الله على ذلك، ظهر أن رندة كانت تعلل النفس، وبالآمال ترقبها، إن جاز لنا التعبير، وأنها كانت تتقصد في قراءتها اظهار كل ما هو ايجابي في حياة الفلسطينيين، للتخفيف عنهم. وهي اتفقت - كما قالت - مع مقدمي البرنامج خميس ماخو ورانيا الحمدلله على ذلك، وأنه إذا ما أرادا نقض الاتفاق، ففي الأسابيع المقبلة، كما تعلمنا القارئة اللطيفة، ستنقلب على الأبراج وحركة الكواكب السيارة، وتبدأ بقراءة مختلفة قد تساهم بشكل أو بآخر في تنغيص حياة «المتصلين والمهتمين». لا بأس، يمكن لرندة تقديم كل ماهو ايجابي ومشرق في أبراج الفلسطينيين، فهي بذلك تخفف عنهم حصارات الجدران العنصرية والالكترونية والقتال الذي يعيشونه يومياً بإشراف منظم من النخب الاسرائيلية المتطرفة. ولكن ماذا لو كان الفلسطينيون الستة الذين اصطدموا في ذلك الصباح أيضا بعربة عسكرية اسرائيلية، وقضوا في حادثة وصفت بالغامضة، ينتمون إلى الأبراج الحسنة الطالع، وماهو دور انحراف الأرض عن محورها في هذه الحادثة؟ أسئلة تضاف الى موائد الأبراج الفلسطينية التي لا تشبه الأبراج المتعارف عليها. والأكيد أننا مع رندة لن نفتقد اجابة مقنعة نوعاً ما. تابعوها في صباحات فلسطين المقبلة، وستكتشفون ذلك بسهولة!