كشفت إحصائية حديثة ل «الوكالة الدولية لأبحاث السرطان» ارتفاع عدد الرجال المصابين بمرض سرطان الثدي إلى ثمانية آلاف في العالم، في حين وصل عدد النساء المصابات بالمرض في أميركا وأوروبا وحدها إلى 600 ألف حالة. ووفقاً لموقع "بي أم سي ميديسين" للأبحاث الطبية، ارتفعت نسبة إصابة الرجال بسرطان الثدي من 0.86 إلى 1.86 في كل 100.000 شخص في الولاياتالمتحدة. ونقل موقع "ويب طب" أن لدى الرجال أنسجة ثدي مثل النساء، ومن الممكن تشكل خلايا سرطانية فيها. ولم تُعرف أسباب زيادة عدد الإصابات عند الرجال. وارتفعت نسبة الإصابة بهذا المرض عند الرجال خلال ال 20 عاماً الماضية، وعلى رغم عدم معرفة أسباب هذا التطور، إلا أن أطباء وباحثين في معهد "ليدز للسرطان وعلم الأمراض" أكدوا أن نمط حياة الأشخاص المصابين بالسمنة في شكل خاص يزيد من احتمال إصابتهم بسرطان الثدي. ووفق موقع "ذي غارديان"، فإن عادات الرجال في الأكل والشرب تزيد من احتمال وفاتهم بسبب سرطان الثدي أكثر من النساء ب 35 في المئة. وتقل فرصة الشفاء لدى الرجال بسبب تأخر تشخيص المرض، ولاكتشافه عادة في مرحلة متقدمة يصعب علاجها، بسبب قلة نسبة الإصابة عند الرجال. وتتشابه أعراض المرض بين الرجال والنساء، مثل تورم الثدي وإفرازات دموية واحمرار أو تجعد منطقة الثدي وظهور ورم أو نتوء تحت الذراع في منطقة الإبط، وفق موقع "تيليغراف". وأوضح موقع «بريست كانسر» أن التقدم في السن وارتفاع مستوى هرمون الإستروجين ووجود حالة وراثية في العائلة أو تغيرات جينية، من العوامل التي قد تساعد على الإصابة بالمرض. واعتبرت جمعية «أميريكان كانسر سوسايتي» (جمعية السرطان الأميركية) أن «باستطاعة الرجل اتخاذ عدد من الخطوات لخفض فرص الإصابة بسرطان الثدي، مثل الحفاظ على وزن مثالي والتقليل من شرب الكحول». وبسبب عدم توصل العلماء حتى الآن إلى معرفة الأسباب القاطعة للأصابة بالمرض، لا توجد تدابير محددة يمكن اتخاذها للوقاية منه. وينصح الأطباء الرجال بعدم تجاهل ظهور أي كتل في الثدي وإجراء الفحوص اللازمة للكشف عن السرطان مبكراً. وكشف موقع "ويب طب" أن الفحص الذاتي ليس كافياً لاكتشاف السرطان، فهناك فحوص أخرى منها الرنين المغناطيسي (MRI) والخزعة وال "ميموغرافي" وهو تصوير شعاعي للثدي. أما بالنسبة إلى النساء، فالأمر لا يختلف كثيراً. وأشار موقع "أميريكان كانسر سوسايتي" إلى أن الاهتمام بالوزن المثالي للجسم وممارسة الرياضة من شأنهما أن يقللا من احتمال الإصابة بالسرطان. وانتشرت حملات عالمية للتوعية والتحفيز على إجراء فحوصات في شكل اعتيادي للكشف عن السرطان مبكراً إذا كان موجوداً في مراحله الأولى. وخُصِصَ تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام ليصبح الشهر العالمي لسرطان الثدي، يتم رفع شعار التوعية بالسرطان في أماكن عامة مثل العاصمة باريس حيث انعكست أضواء وردية على برج إيفيل، ويتم أيضاً تنظيم مسيرات وسباقات ركض حيث يرتدي المشاركون جميعاً قمصاناً متشابهة وشعار الحملة. وتهدف الحملات أيضاً إلى جمع أموال للمساعدة في البحوث لاكتشاف علاج وطرق للوقاية من المرض، أو للمساعدة في توفير تصوير بالأشعة السينية للمحتاجين، وفق ما أكد موقع «ناشونال بريست كانسر فاونديشن» (المؤسسة الوطنية لسرطان الثدي). ويروج موقع «فاينانشال ريفيو» إلى فكرة جديدة وهي تغيير شعار الحملة الوردي اللون، بإضافة نقطة زرقاء إليه، في إشارةً إلى أن سرطان الثدي يصيب الرجال أيضاً وليس النساء فقط.