عند كل استحقاق انتخابي كندي تطرح مشاركة الشباب وإشكالية دورهم في المعادلة الانتخابية. وتكثر استطلاعات الرأي لكشف ما لديهم من مكامن الضعف والقوة. تشير جنفياف باريل المستشارة الإستراتيجية في «معهد العالم الجديد» (مؤسسة كندية غير ربحية تواكب حراك الشباب خلال العمليات الانتخابية) إلى أنه «منذ 30 سنة ومشاركتهم في الانتخابات في هبوط مستمر». وتعزو هذا التراجع «الدراماتيكي» إلى «غيابهم عن المسرح السياسي والانتخابي». وتستند في ذلك الى انتخابات العام 2011 الفيديرالية حيث لم تتعدّ مشاركة الشباب (18 - 24 سنة) في التصويت نسبة 28.8 في المئة، فيما تجاوزت نسبة المسنين 70 في المئة، ما يعني ان الشباب «رموا بأنفسهم خارج الحلبة الانتخابية». وتضيف باريل «ان هذا السيناريو لم يعد مقبولاً. فالشباب الكنديون يشكلون 8 ملايين ناخب اي نحو ثلث الهيئة العامة الناخبة. ويكفي التمعن في هذا الرقم لمعرفة أن التخلي عن هذه القوة هو بمثابة انتحار» وترى أن الطريقة الصحيحة لتلافي هذا التراجع، تبدأ بانتهاج تربية مدنية لطلاب المرحلة المتوسطة الذين يلامسون سن النضج». وفي السياق ذاته، نشرت المديرية العامة لانتخابات كيبيك العام الفائت، دراسة اكدت فيها أهمية التنشئة المدنية وتدريب الجيل الناشئ على قواعد اللعبة الانتخابية بغية «رفد الديموقراطية الكندية بدم فتي حار وتحويل التصويت من حق إلى واجب». وطرحت الدراسة اقتراحات عدة تقوم بمجملها على اعتماد فصول دراسية إجبارية تتمحور حول ثقافة الانتخاب والتأكيد على حق المواطنة، والتطوّع في الحملات الانتخابية، وتخفيض سنّ الاقتراع إلى 16 سنة، وجعل التصويت إلزامياً، وإعطاء الناخب حقّ التصويت بورقة بيضاء، واعتماد مبدأ الاقتراع المبكر، وإقامة مراكز الاقتراع في المدارس المتوسطة وزيادتها في المعاهد. قيادات جديدة طلاب المرحلة ما قبل الجامعية وعددهم الرسمي 177.862، بدوا عازمين على قيادة الحراك الطالبي في معركة انتخابات 19 تشرين الأول (اكتوبر) الجاري، وسحب البساط من تحت أقدام الجامعيين الذين تلاشت قوتهم بعد تشكيل الحكومة الحالية. وفي هذا الصدد أكد بيار شاربونو الناطق بلسان الطلاب في مقاطعة كيبيك بعد لقاء مع ممثلي الأحزاب المتنافسة» طالبنا بتشريع الماريجوانا لأغراض طبية، والاهتمام بالبيئة، ومعالجة جدية لانبعاث الغازات السامة، وإلغاء الرسوم الجامعية، وتخفيض الأقساط الدراسية، وزيادة المنح التعليمية». ويضيف: «إلا أننا لم نلق آذاناً صاغية وشعرنا بأنهم لا يرغبون في تمثيلنا أو في وصول أحد الشباب إلى الجمعية الوطنية» (البرلمان). ويعلق زميله ستيفان ليبرين رئيس جمعية الطلاب في سيجيب ميزونوف بالقول: «يصعب علينا ان نرى أنفسنا مهمشين ومبعدين»، مشيراً الى ضرورة استئناف الحراك الشبابي الذي خمدت اصواته بعد تدجين العديد من قياداته الجامعية. ويؤكد أن طلاب المرحلة قبل الجامعية يحاولون اليوم ان يمسكوا بزمام المبادرة وتكوين قوة شبابية فاعلة ومؤثرة في اي استحقاق انتخابي او مطلبي. ويذكّر بمبادرة ترشيح طالبة الصف الثالث المتوسط كاساندرا بواترا (تبلغ السن القانونية للترشح والتصويت يوم الانتخاب تحديداً) على لائحة حزب الخضر ويؤكد دعمها من الهيئات الطالبية على أمل بأن تحدث اختراقاً في جدار البرلمان الكيبيكي. ويلفت رئيس تلك الاتحادات أنطوان كوفيه إلى «أننا نولي اهتمامنا بالشباب الذين يشاركون لأول مرة في الاقتراع. وهؤلاء في حاجة الى من يذكرهم بممارسة حقهم الانتخابي، مشيراً الى ان ثلثهم لا يعرف آلية العملية الانتخابية ولا المواعيد المحددة لإجرائها سيما أن مكاتب الاقتراع لم تشمل بعد كل المعاهد». إلى ذلك ينبه بيتر لووين الأستاذ في جامعة تورونتو قادة الحراك الجدد إلى أن «الأحزاب السياسية لا تهتم سوى بالطبقة القادرة على تمويل الحملات الانتخابية، وبفئات المسنين الذين يشكلون اكثر من نصف الهيئة الناخبة وهؤلاء وأولئك لا يكترثون لشعارات التغيير ولا يكلفون أنفسهم اجتراح الحلول للأزمات الاجتماعية والتربوية والاقتصادية». مضايقات يشكو الشباب من مضايقات خلال الحملة الانتخابية الجارية كتقديم رخصة القيادة كوثيقة للتعريف عن هوية الناشط علما ان هناك حوالى 400 الف شاب (18 – 24 سنة ) لا يحملونها او لا يحسنون قيادة السيارات، وبعد المراكز الانتخابية عن مساكن الطلاب لا سيما المهاجرين والمقيمين في المناطق الريفية اضافة الى اكتفاء المدير العام للانتخابات بنشر المعلومات المتعقلة بسير العملية الانتخابية من دون ان يشجع او يحث المواطنين على الاقتراع .وفي هذا الصدد يقول رئيس اتحاد الطلبة الجامعيين في كيبيك انطوان كوفيه « بالنسبة الى جيل الشباب، بخاصة الذين يشاركون في الاقتراع لأول مرة ،هم بحاجة الى من يذكرهم بممارسة حقهم الانتخابي لافتا الى أن ثلث الشباب لا يعرفون موعد الانتخابات، سيما وان مكاتب الاقتراع في الجامعات تقتصر على المدن.