يتابع ألوف الأشخاص صفحة الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على مواقع التواصل الإجتماعي، وتحصد منشوراته عدداً كبيراً من «الإعجابات» وإعادة النشر والمشاركات. وفي بعض مقاطع الفيديو التي يبثها عن نفسه، يحرص أدرعي على استخدام العربية الفصحى مطعّمة بلهجة شامية، فيركز على قوة جيشه، ويهاجم الفلسطينيين الذين يصفهم ب"الإرهابيين". ومنذ إطلاق حسابه على "تويتر"، حرص أدرعي على تأكيد مشروعية الكيان الذي ينتمي إليه، وتغييب القضية الفلسطينية. كما سعى من خلال تغريداته الى إيصال واقع مزيف لمتابعه العربي، إذ يؤكد دائماً أن «الإرهابيين» هم سبب ما يجري من تطورات، ويصورهم على أنهم وحوش ومجرمون، يقابلهم مواطنون شرعيون مدنيون لهم حق العيش في أمان وطمأنينة. ويهنىء أدرعي عادة المسلمين في أعيادهم، ويستشهد بآيات من «القرآن» ل «دغدغة» المشاعر العربية، إلا أن هذا الأمر جعل متابعيه لا يضيعون فرصة لمهاجمته وشتمه والسخرية من تغريداته على «تويتر» أو منشوراته على «فايسبوك». ومع ذلك واصل الناطق باسم الجيش الإسرائيلي التغريد والنشر، غير آبه بالإنتقادات، ما دفع البعض إلى اعتبار أن ما يقوم به أدرعي لا يهدف إلا لاستفزاز المغردين الفلسطينيين والعرب. وبعد نشره تغريدة تصف «إنتفاضة السكاكين» بالإرهاب، رد عليه ليمو قائلاً: «والرصاص الحي والاحتلال ليس بإرهاب؟!»، وقال سليم: «وماذا عن الاستيطان يا قتلة؟!». وكتب خالد سعيد: «أنتم مصدر الارهاب، تقتلون النساء والأطفال وتحتلون أرضنا»، ورد عصام على تغريدة أدرعي، تعقيبا على حرق ضريح تدعي إسرائيل أنه يخص النبي يوسف: «ذكرتني بالجبان شارون الذي أضرم النار في المسجد الاقصى ( مكان ديني مقدس ) وقتل المصلين العزل». ونشر أدرعي على حسابه صورة قال إنها لإسعاف سيدة فلسطينية، إلا أن هذا لم يوقف السخرية منه. وقال أحمد الزهراني «بكل بساطه، الله لا يعطيكم العافيه تسعفون شخصاً، وتقتلون الاف الاطفال والنساء، هذا إذا ما كنت تكذب». ولم تختلف الردود على تهنئته المسلمين بالعام الهجري الجديد عن الردود السابقة، وقال عمر: «جعله العام اللي الله ياخذ روحك فيه»، وردت أمنية «كل عام وانتم في قلق وخوف، تمنياتي لكم بزيادة اعداد الموتى». وقال الكاتب محمد الصادق ل«الحياة» إن ما يقوم به حساب أدرعي «جزء من منظومة أمنية صهيونية تسعى إلى اختراق الوطن العربي من خلال مخاطبة الرأي العام العربي بلغته، وهي تعمل في شكل منظم واحترافي غير عفوي على الإطلاق»، مشيراً إلى أنها تسعى إلى «تطبيع الرأي العام المعارض بفطرته السليمة على رفض التعاطي مع المحتل الصهيوني، بأي شكل من الأشكال». واعتبر أن «العدو الإسرائيلي من خلال وسائل التواصل، فتح قنوات جديدة للتواصل مع الشعوب العربية، بعدما أغلقت في وجهه الأبواب بسبب حملات المقاطعة التي تقوم بها مشكورة بعض المؤسسات الإعلامية العربية».