منذ حزيران (يونيو) عام 2011 والمتتبع العربي لشبكات التواصل الاجتماعي يلحظ انتشار تغريدات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي التي يُعبر من خلالها عن مجموعة أفكار يتناول فيها القضية الفلسطينية، والعلاقات العربية - الإيرانية، إضافة إلى كتابة مجموعة من الأدعية والآيات القرآنية والتي أخذ بعضها في اختراق الهواتف الذكية للصغار وكبار السن، ويتم تناقلها بوصفها تغريدات «محمودة»، وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون «جزءاً من منظومة إعلامية أمنية تهدف إلى التأثير في الرأي العام العربي، في شكل احترافي وغير بريء الهدف والمقصد». وحرص أدرعي في بداية انطلاق حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»، على تأكيد مشروعية الكيان الذي ينتمي اليه، وتغييب القضية الفلسطينية واعتبارها غير موجودة، كما سعى من خلال تغريداته الى أن يوصل واقعاً «مزيفاً» لمتابعه العربي بأن ما يجري يقوم به من يدعي أنهم «إرهابيون» ويصورهم على أنهم وحوش ومجرمون، فيما يقابلهم مواطنون شرعيون مدنيون لهم حق العيش في أمان وطمأنينة. وحرص في الكثير من تغريداته التي تجاوزت 5000 تغريدة، أن يحصر المشكلة بينهم وبين الفلسطينيين الذين يرفعون السلاح، وفي مقدمهم حركة «حماس»، الذين «يدعمون العنف ويرفضون العيش بسلام». وخاطب العرب بضرورة اللجوء إلى التطبيع وترك فكرة تشجيع ودعم المقاومة المسلحة، معتبراً تلك الفكرة غير حضارية وعفّا عليها الدهر، وأن المرحلة تتطلب توحيد جهود العرب والكيان الصهيوني لمواجهة «الخطر الإيراني»، مشدداً على أن عدو العرب وعدو إسرائيل مشترك وهم الإيرانيون، والأولى هو التكاتف من أجل ردع خطرهم النووي، على حد زعمه، متناسياً أن الجماهير العربية تنظر الى كيانه بوصفه عدواً أصلياً غير قابل للتغيير والتبديل في مفهوم الصديق والعدو لديهم. وعمد أدرعي إلى «حيلة» لدغدغة عواطف العرب ومحاولة الوصول إلى مرحلة القبول بينهم لتذويب الخصومة السياسية معه، إذ عمل على كتابة مجموعة من الأدعية الدينية والآيات القرآنية، إضافة إلى أبيات شعرية وخواطر نثرية تهدف إلى ترقيق القلوب، ونجح بسبب ضعف التوعية الشعبية في الوصول إلى الأجهزة الذكية عند كبار السن والصغار نظراً إلى جهلهم به وبصفته الوظيفية في الجيش الإسرائيلي. بدوره، قال الكاتب محمد الصادق ل «الحياة» إن ما يقوم به حساب أدرعي «جزء من منظومة أمنية صهيونية تسعى الى اختراق الوطن العربي من خلال مخاطبة الرأي العام العربي بلغته، وهي تعمل في شكل منظم واحترافي غير عفوي على الإطلاق»، مشيراً إلى أنها تسعى إلى «تطبيع الرأي العام المعارض بفطرته السليمة على رفض التعاطي مع المحتل الصهيوني، بأي شكل من الأشكال». واعتبر أن «العدو الإسرائيلي من خلال وسائل التواصل، فتح قنوات جديدة للتواصل مع الشعوب العربية، بعد أن أغلقت في وجهه الأبواب بسبب حملات المقاطعة التي تقوم بها مشكورة بعض المؤسسات الإعلامية العربية».