أعاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الكرة الى ملعب إسرائيل، وقال رداً على طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، إن على الحكومة الإسرائيلية وقف أسباب الانفجار المتمثلة في سياسة الاستيطان والقتل واقتحام المسجد الأقصى المبارك، وطالب بتوفير حماية دولية للفلسطينيين، وبالحفاظ على الوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى قبل عام 2000. (للمزيد) وجاءت زيارة بان في وقت يتواصل فيه التوتر في الأراضي المحتلة حيث استشهد فلسطينيان أمس، أحدهما خلال طعن مجندة قرب رام الله، والآخر نتيجة استنشاق غاز سام في الخليل، كما أصيبت فتاة فلسطينية قالت إسرائيل إنها حاولت تنفيذ عملية طعن قرب نابلس. في غضون ذلك، تكثفت المشاورات الديبلوماسية في شأن التصعيد من خلال جولة بان في المنطقة والاجتماعات الموازية لها في مقر الأممالمتحدة في نيويورك، فيما صعدت الديبلوماسية الفلسطينية والعربية، بمشاركة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، مطالبها بتأمين الحماية للشعب الفلسطيني. وكان مقرراً أن يقدم بان تقويمه عن الوضع الميداني والسياسي في كلمة الى مجلس الأمن عبر»الفيديو كونفيرينس» من عمان توقع ديبلوماسيون في مجلس الأمن أن يضمّنها «رسالة شديدة اللهجة الى المجلس»، وأن «يدعوه الى التحرك العاجل استباقاً لخروج التطورات عن السيطرة». وعلى خط مواز، يلتئم مجلس الأمن اليوم على المستوى الوزاري في جلسة يشارك فيها 8 وزراء خارجية، بينهم وزراء خارجية فلسطينوالأردن وقطر وإسبانيا والنروج والسويد ونائب وزير الخارجية الماليزي، إضافة الى الأمين العام للجامعة العربية. وبقيت المحاولات الفرنسية لإصدار بيان رئاسي عن مجلس الأمن في منطقة «المراوحة» حتى مساء أمس، في ضوء «عدم انخراط الولاياتالمتحدة» في المشاورات الخاصة بنص البيان الاقتراح، الذي يدعو مجلس الأمن الى «بحث خيارات الحماية» للشعب الفلسطيني، وهو الاقتراح الذي سارعت إسرائيل الى رفضه عند طرحه الجمعة. وقبيل الجلسة المخصصة للاستماع الى بان، طالب السفير الفلسطيني رياض منصور الأمم ومجلس الأمن «بالعمل الفوري على إنهاء العدوان الإسرائيلي وسحب كل التشكيلات الإسرائيلية المسلحة من منطقة الحرم الشريف والقدس الشرقية، وأن يبادر مجلس الأمن الى بحث كيفية تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني». وقال في مؤتمر صحافي إن القوات الإسرائيلية وميليشيات المستوطنين قتلت حتى الآن نحو 50 فلسطينياً منذ بداية التصعيد الأخير، إضافة الى جرح نحو ألف فلسطيني. ووجه منصور رسالة الى الأمين العام ورئاسة مجلس الأمن رد فيها على ادعاءات السفير الإسرائيلي في الأممالمتحدة داني دانون الذي اتهم السلطة الفلسطينية بتدريس الأطفال الفلسطينيين كيفية طعن اليهود. واتهم منصور السفير الإسرائيلي «بالكذب»، مؤكداً أن الصورة التي استخدمها مصدرها وسائل التواصل الاجتماعي، لا المناهج الدراسية الفلسطينية. ووجه منصور رسالة «تحد» بأن تجري منظمة «يونيسكو» مقارنة بين المناهج الدراسية الفلسطينية والإسرائيلية لإيضاح «من هو المتطرف والذي يدعو حقاً إلى الكراهية». من جانبه، يواصل بان جولته الشرق الأوسطية اليوم بزيارة الأردن للقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في وقت يلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نتانياهو اليوم خلال زيارته لألمانيا، ثم مع عباس الجمعة في الأردن. ويجري الحديث عن ورقة جديدة سيعرضها كيري والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على نتانياهو تتضمن إعادة السيطرة على الأقصى إلى الوقف الإسلامي ومنحه صلاحية من يدخل ومن لا يدخل إليه».