كشفت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي مساء أمس أن الهاتف الخليوي الذي استخدمه محمود السرحي (27 سنة) كان وراء استشهاده وانكشاف خطته للهجوم على موقع عسكري إسرائيلي، علماً أن إسرائيل ترصد كل الهواتف ووسائل الاتصال والتواصل على الشبكة العنكبوتية. وكان السرحي توجه مساء أول من أمس إلى مسرح المواجهات بين الشبان الفلسطينيين الغاضبين وقوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة شرق مخيم البريج وعلى طول أكثر من 60 كيلومتراً من الحدود الشرقية والشمالية للقطاع، وفي مخططه قنص جنود إسرائيليين ممن يطلقون النار على الأطفال والشبان الفلسطينيين الذين يتوجهون في شكل شبه يومي إلى الجدار الفاصل بين القطاع وأراضي 48. وقالت القناة العاشرة الإسرائيلية إن السرحي أرسل إلى عدد من رفاقه تفاصيل عملية القنص المنوي تنفيذها عبر هاتفه، من دون أن يدرك أن هذا الهاتف عميل صغير يسكن في جيبه يتجسس عليه ويحدد مكانه. وأشارت إلى أنه قبل تقدم السرحي إلى النقطة التي خطط لها، كان على موعد مع رصاص قناص من الجيش الإسرائيلي انتظره مع ضابط من جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) الذي رصد هاتفه وتابع تحركاته. وأضافت أن الجيش الإسرائيلي أصدر تعليماته قبل ساعة الصفر إلى جميع العمال والمزارعين الذين يعملون في مناطق قريبة من الجدار الحدودي بالابتعاد عنه، بعد ورود إنذار ساخن باستهدافهم من قناص من داخل قطاع غزة. يذكر أن إسرائيل تمتلك طائرات صغيرة من دون طيار، وأجهزة متطورة جداً لرصد تحركات رجال المقاومة الفلسطينية من خلال الهواتف والعملاء والمتعاونين من الفلسطينيين على الأرض. وخلال تشييع جثمان السرحي أمس، أطلق مسلحون ينتمون إلى حركة «الصابرين» النار بكثافة تعبيراً عن غضبهم أمس في مدينة دير البلح وسط القطاع أثناء تشييع السرحي، القيادي في الحركة، ما أدى إلى إصابة المصورين الفوتوغرافيين أشرف أبو عمرة، ومجدي قراقع بجروح متوسطة، علماً أن أكثر من 70 صحافياً أصيبوا برصاص قوات الاحتلال أثناء تغطيتهم المواجهات في القدسالمحتلة والضفة الغربية والقطاع.