تجدد الجدال في جنوب أفريقيا في شأن احتمال مشاركة الرئيس السوداني عمر البشير في قمة أفريقيا والصين التي ستستضفيها جوهانسبورغ في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وكشفت تقارير عن اتصالات سرية تجري بين البلدين لتجنب تكرار ما حدث مع البشير خلال مشاركته في القمة الأفريقية الأخيرة. وكتبت صحيفة «الصنداي تايمز» وهي أوسع صحف جنوب افريقيا انتشاراً، إن البشير لن يعود مجدداً إلى جنوب أفريقيا في كانون الأول، وفقاً للمفاوضات التي أجريت خلف الكواليس بين البلدين لتفادي تكرار الأزمة الديبلوماسية والقانونية التي حدثت في حزيران (يونيو) الماضي بسبب رفض الحكومة تنفيذ قرار قضائي بتوقيف البشير المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب وإبادة في دارفور. وذكرت الصحيفة إن وزيرة العلاقات الخارجية الجنوب أفريقية مايتي ماشاباني، وعدداً من أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان أثاروا جدلاً واسعاً الاسبوع الماضي عندما شددوا على أن السودان دُعي لحضور القمة الأفريقية - الصينية على رغم وجود التزام قضائي بتوقيفه حال دخوله البلاد. وأكدت مصادر في البرلمان السوداني أن مفاوضات جرت خلف الكواليس بين السودان وجنوب أفريقيا، مرجحةً قيادة وزير الخارجية إبراهيم غندور وفد بلاده إلى القمة. من جهة أخرى، نفى وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور أن يكون نظيره الأميركي جون كيري وضع أمامه حزمة اشتراطات لتطبيع العلاقات بين البلدين، مبدياً قناعته بأهمية مواصلة الحوار الثنائي مع الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية لمعالجة القضايا العالقة. وقال كيري خلال مداخلة بجامعة هارفارد، أن الولاياتالمتحدة قد ترفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب، بشرط إحداث تقدم في حل الأزمة في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. لكن غندور قال إن نظيره الأميركي لم يضع شروطاً لتحسين العلاقة. وأضاف: «كيري ناقش معي بعض القضايا العالقة، وليست شروطاً. السودان أحرص أكثر من أي جهة أخرى، على حل قضاياه الداخلية وحريص على إقامة علاقات مع الولاياتالمتحدة من دون شروط أو إملاءات». وفي شأن عقد جولة جديدة من المفاوضات مع متمردي «الحركة الشعبية – الشمال»، قال غندور إنهم في انتظار تحديد الوساطة الأفريقية موعداً، وأشار إلى إمكان عقد لقاء مع الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي خلال أيام.