كثفت أطراف إقليمية ودولية تحركاتها لمحاولة تسوية القضايا العالقة بين شريكي الحكم السوداني قبل استفتاء تقرير مصير الجنوب المقرر مطلع العام المقبل. والتقى موفدون أميركيون وأفارقة أمس مسؤولين في الخرطوم، فيما استضافت أديس أبابا محادثات بين «حزب المؤتمر الوطني» و «الحركة الشعبية لتحرير السودان». وزار الرئيس السوداني عمر البشير الدوحة مساء أمس وأجرى محادثات مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي تستضيف بلاده مفاوضات بين الخرطوم و «حركة التحرير والعدالة» المتمردة في دارفور اختتمها الطرفان لعرض خلافاتهما وما توصلا إليه على مشاورات في دارفور، قبل توقيع اتفاق نهائي حددت الوساطة موعداً له منتصف الشهر المقبل. وأشارت مصادر إلى أن البشير عرض في محادثاته مع أمير قطر «الموقف في شأن إجراء الاستفتاء في جنوب السودان وتفاعلات هذه المسألة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأزمة دارفور، خصوصاً أن عدم التوصل إلى حل شامل لأزمة دارفور سينعكس سلباً على الحكومة السودانية». وتأتي الزيارة في وقت أكدت «حركة التحرير والعدالة» أن الخلافات مع الخرطوم تمس قضايا تعتبر «من أعمدة السلام»، أبرزها مطلب توحيد أقليم دارفور إدارياً. وعلمت «الحياة» أن الأمين العام ل «حزب المؤتمر الشعبي» المعارض الدكتور حسن الترابي غادر الدوحة قبل بضع ساعات من موعد وصول البشير، بعد تكهنات بتحرك قطري لعقد لقاء بين الحليفين السابقين في الدوحة لإنهاء قطيعتهما التي استمرت سنوات. إلى ذلك، عاد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي السيناتور جون كيري إلى الخرطوم أمس بعد أقل من أسبوعين على زيارته السابقة، وأجرى محادثات منفصلة مع نائب الرئيس علي عثمان محمد طه ومستشاره غازي صلاح الدين، قبل أن ينضم إلى المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان سكوت غرايشن ورئيس لجنة حكماء أفريقيا ثابو مبيكي، في مشاورات مع شريكي الحكم لمعالجة النزاع على ترتيبات استفتاء منطقة أبيي واستكمال ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب. ويتوقع أن تستمر المشاوارات ثلاثة أيام وسط معلومات عن طرح الوسطاء أفكاراً واقتراحات عملية لتجاوز القضايا الخلافية ومناقشة ترتيبات ما بعد الاستفتاء المرتبطة بالجنسية والمياه والنفط والديون و «ربط شطري البلاد اقتصادياً عبر شبكة مصالح حيوية». وأعلنت وزارة الخارجية السودانية أن زيارة كيري «تأتي في إطار استكمال المشاورات مع مسؤولي الحكومة لتنفيذ ما تبقى من اتفاق السلام الشامل وقضية أبيي وترسيم الحدود». وفوّض طرفا الحكم لجنة مشتركة لمناقشة القضايا العالقة وترتيبات ما بعد الاستفتاء برئاسة مستشار الرئيس لشؤون الأمن الفريق صلاح عبدالله ووزير السلام في حكومة الجنوب الأمين العام ل «الحركة الشعبية» باقان أموم الذي ترأس أيضاً وفد حكومة الجنوب إلى لقاء تشاوري عقد أمس في أديس أبابا برعاية الاتحاد الأفريقي ومشاركة الولاياتالمتحدة وبريطانيا والصين وروسيا والسويد والأمم المتحدة، شارك فيه من الجانب الحكوم وزير الخارجية علي كرتي.