خرجت الصين عن صمتها أخيراً، وأعلنت الأسبوع الماضي دعمها النظام السوري ورفضها «التدخل السهل» في شؤون دمشق، ليشكل ذلك أول موقف رسمي للصين بعد بدء العمليات العسكرية الروسية في سورية. وحذرت بكين عبر افتتاحية صحيفة «الشعب» الناطقة باسم الحزب الحاكم من «حرب بالوكالة» بين روسياوالولاياتالمتحدة في سورية. وكتبت الصحيفة أن «الصراع الأميركي- الروسي في دولة ثالثة باستخدام الوسائل الديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها لتوسيع نفوذهما هو حبكة قديمة من حرب باردة. ومع ذلك، فإن العالم دخل القرن ال21، وينبغي عدم السماح بتحول تصاعد النزاع في سورية الى حرب بالوكالة، ولا يمكن التخلي بسهولة عن الجهود السياسية لحل الأزمة السورية، ولا يمكن السماح باستمرار الكارثة الإنسانية في سورية». ورأت الصحيفة أن «لدى روسيا وأميركا مصالح مشتركة مهمة في سورية ومنطقة الشرق الأوسط اليوم. وأدى طول أمد الأزمة إلى صعود القوى الإرهابية الإقليمية، وزيادة عدد اللاجئين، وهذا تحد حقيقي من الصعب على روسيا وأميركا تجاهله»، داعية البلدين إلى «وضع سورية في مركز اهتمامهما، والبحث عن حل للأزمة عند اتخاذ قرار في شأن القضية السورية». ويأتي هذا الإعلان بعدما بدأت موسكو تنفيذ ضربات جوية في سورية، تقول إنها تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، فيما تواجه اتهامات بأنها تستهدف المعارضة السورية دعماً لحليفتها دمشق بعدما تكبد جيش الرئيس بشار الأسد خسائر كبيرة في مواجهة قوات المعارضة. وطلبت دمشق في أيلول (سبتمبر) الماضي مساعدة عسكرية من موسكو، وفق ما أعلنت الأخيرة، بينما قالت دمشق إن أي دعم روسي يتم، فإنه يكون بطلب من سورية. وأبدى عدد من الدول التي تحارب «داعش» ضمن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ودول عربية قلقها من تنفيذ المقاتلات الروسية ضربات جوية في سورية، لا سيما المملكة العربية السعودية التي حذر وزير خارجيتها مراراً من مخاطر التدخل الروسي في سورية وما قد ينتج منه من ازدياد في التطرف والعنف وتدفق المقاتلين وانعكاس ذلك على المنطقة والعالم. من جهته، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في أول تصريح له منذ بدء العمليات الروسية في سورية إن تدخل موسكو وتحالفها «مع إيران والأسد» وضربها المعارضة المعتدلة أمور «مآلها الفشل، وقد تجرها إلى مستنقع».