فرضت السلطات المحلية في محافظة الضالع (جنوب اليمن) حظر تجول في عاصمة المحافظة والمديريات المجاورة ابتداء من السادسة مساء أمس وحتى الثانية صباحاً بعد اشتباكات عنيفة بين مسلحي «الحراك الجنوبي» وقوات الأمن والشرطة أسفرت عن جرح 12 شخصاً غالبيتهم من رجال الأمن. وتم اعتقال عشرين شخصاً من المطلوبين أمنياً على خلفية اغتيال مدير البحث الجنائي في المحافظة قبل نحو أسبوع والاشتراك في أعمال عنف وتظاهرات لا تزال المحافظة تشهدها حتى يوم أمس . وأكدت مصادر محلية ل «الحياة» أن قوات الأمن والجيش فرضت منذ الصباح الباكر أمس طوقاً أمنياً حول مدينة الضالع لمنع تظاهرات «الحراك» ودخول مسلحيه من المناطق والمديريات المجاورة بعد تعرض معسكرات تابعة للجيش والأمن في المحافظة لإطلاق نار خلال الليل في اليومين الماضيين. وأضافت المصادر أن وحدات أمنية نفذت صباحا عمليات مداهمة لمواقع يتحصن فيها مطلوبون من ناشطي «الحراك» يشتبه بتورطهم في اغتيال مدير البحث الجنائي في المحافظة، واعتقلت عددأً من الأشخاص المشتبه في علاقتهم بالحادث والحوادث الأمنية الأخرى والأعمال التي تعتبرها السلطات خروجاً على النظام والقانون بينهم القيادي البارز في الحراك عبده المعطري. وقالت المصادر أن العشرات من مسلحي «الحراك الجنوبي» تمكنوا من التسلل إلى مدينة الضالع واختراق الطوق الأمني ثم اشتبكوا مع الجنود أثناء تفريق تظاهرات صغيرة ومحاولات عدد من الأشخاص قطع الطريق العام ووضع الحجارة وإحراق إطارات السيارات عليها، ما أدى إلى تصعيد المواجهات بين المسلحين ورجال الأمن. في موازاة ذلك، نجحت قوات الأمن والشرطة من السيطرة على الوضع في محافظة لحج المجاورة وفرضت تواجدها في الحوطة عاصمة المحافظة التي كانت شهدت انفلاتاً أمنياً في الأسابيع الأخيرة . في المقابل شهدت زنجبار عاصمة محافظة أبين هدوءاً غير مسبوق في الأيام الأخيرة، ولم تشهد أي تظاهرات أو أعمال عنف كما جرت العادة. ويخيم الهدوء على أبين بعد تغير لافت في موقف زعيم «الحراك الجنوبي» في أبين طارق الفضلي (جهادي سابق) بعدما أمر الثلثاء الماضي أنصاره بانزال العلم الأميركي من باحة منزله وإنزال الأعلام الشطرية من جدران الشوارع المجاورة ومن منصة المهرجانات في مدينة زنجبار بالإضافة إلى صور علي سالم البيض وصور شهداء «الحراك» وإنهاء المظاهر المسلحة حول قصره بعد يوم على قيام قوات الأمن بتطويقه إثر إطلاق قذيفة «أر بي جي» على آلية عسكرية كانت مرابطة قرب القصره. وكان قتل ثلاثة أشخاص الخميس الماضي بينهم شرطيان في اشتباكات مشابهة في محافظة لحج، فيما جرى تبادل لإطلاق النار بين الشرطة ومتظاهرين في مدينة الميفعة بمحافظة شبوة الجنوبية. وتشهد مدن جنوب اليمن هذه الأيام تظاهرات لجماعات «الحراك الجنوبي» يتم خلالها رفع رايات خضراء وشعارات تطالب ب»فك الارتباط» مع شمال اليمن.