ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن الرئيس محمود احمدي نجاد وصف أمس هجمات 11 أيلول (سبتمبر) العام 2001 في الولاياتالمتحدة والتي اعلن تنظيم «القاعدة مسؤوليته عنها بأنها «كذبة كبرى» استخدمت لتبرير الحرب الأميركية على الإرهاب وتمهيداً لغزو أفغانستان. وكان نجاد يتحدث في اجتماع مع العاملين في وزارة الاستخبارات. واعتبر تدمير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك «سيناريو وإجراء استخباراتياً معقداً». وفي كانون الثاني (يناير) الماضي، وصف نجاد هذه الهجمات بأنها «مريبة»، متهماً الغرب بالسعي إلى الهيمنة على الشرق الأوسط. إلى ذلك، نقلت «رويترز» عن موقع إلكتروني للمعارض البارز مهدي كروبي أمس أن السلطات الإيرانية منعت نجله الأستاذ الجامعي محمد تقي الدين، من المغادرة إلى لندن للمشاركة في أنشطة أكاديمية وصادرت جواز سفره. على صعيد آخر، كشف وزير النقل الإيراني حميد بهبهاني أن نجاد أمر بإنهاء خدمات الطيارين والخبراء الروس العاملين في شركات الطيران الإيرانية، في غضون شهرين «إفساحاً في المجال أمام الخبرات المحلية»، مؤكداً أن لدى بلاده «طيارين ومهنيين كثراً وليس ضرورياً استقدامهم من الخارج». واعتبر مراقبون أن هذه الخطوة غير بعيدة من الموقف الروسي الذي بدأ «يتناغم مع نظيره الأميركي حيال الملف النووي الإيراني». وتستخدم شركات إيرانية تملك طائرات روسية الصنع طيارين وفنيين روساً. وتعاني الخطوط الجوية الإيرانية من نقص في قطع الغيار ومن عدم تجديد اسطولها بسبب المقاطعة التي تفرضها الولاياتالمتحدة علي ايران، ما اضطرها لشراء طائرات من روسيا. وقالت مصادر ايرانية مطلعة ل»الحياة» أنها تعتقد بأن القرار الإيراني «رسالة بسيطة من طهران إلى موسكو»، علي خلفية مواقفها الأخيرة من الملف الإيراني. وتعتقد هذه المصادر بأن الولاياتالمتحدة ستنجح في اقناع الحكومة الروسية بالموافقة علي فرض مجلس الأمن عقوبات إضافية علي ايران. وتتلمس طهران مؤشرات روسية «غير مطمئنة « إلى التراجع عن الملف الإيراني في مقابل الحصول على «امتيازات سياسية وأمنية» من الولاياتالمتحدة وأوروبا ربما تكون أكثر أهمية لموسكو من مصالحها في ايران، خصوصاً بعد التصريحات التي أدلى بها الرئيس ديمتري ميدفيديف خلال لقائه الأخير في موسكو مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وثمة اعتقاد بأن موسكو ستصر علي استثناء مشاريعها في ايران من المقاطعة الاقتصادية، ومنها محطة بوشهر النووية، لكن ذلك لم يمنع تمسكها بذرائع تحول دون إنهاء تجهيز المحطة في الربيع المقبل، في مقابل الحفاظ علي التزامها في هذا الشأن أمام واشنطن وتل ابيب. وكان طهران أبدت استياءها على تأجيل موسكو مرات عدة تسليمها محطة بوشهر.