يواجه الاقتصاد اللبناني تهديدات كبيرة على المستويات كافة، ما دفع مؤسسة «ستاندرد آند بورز» للتصنيف الائتماني في الأسبوع الماضي إلى تغيير تصنيفه من «مستقر» إلى «سلبي». وربط التقرير سوء النمو بالإضطراب السياسي الحاصل في البلاد والمنطقة بشكل عام. لكن في الجهة المقابلة تظهر دلالات عدة على تحسّن الاقتصاد يقودها بدء التشغيل بالأموال الذكية، وهي مبادرة تحظى بدعم من قبل المستثمرين والعامة. وكانت مبادرة مصرف لبنان، بإصدار التعميم الرقم 331، الذي يسمح للمصارف والمؤسسات المالية، بالمساهمة ضمن حدود 3 في المئة من أموالها الخاصة، في رسملة مشاريع ناشئة، وحاضنات أعمال، وشركات مسرعة للأعمال، يكون نشاطها متمحوراً حول قطاع المعرفة، باعتبار أن البنية التحتية في لبنان أصبحت مهيأة لاحتضان الاقتصاد الرقمي. وفي آذار (مارس) الماضي، أعلن مصرف لبنان تخصيص 400 مليون دولار لدعم الإستثمارات والشركات التكنولوجية الناشئة في البلاد، من خلال التعميم ذاته، خلال مؤتمر «عرب نت 2015» في دورته السادسة، والذي عقد على مدى يومين في بيروت. وتناول المشاركون في المؤتمر قضايا ذات صلة بالتجارة الإلكترونية والإعلام الرقمي والإبتكار، وتأثير المنصات الرقمية في القطاعات الاقتصادية وخدمة العملاء والتسويق وتركيب الخدمات والسلع الجديدة، في حضور أكثر من 700 محترف ورائد أعمال في المجال الرقمي. الاستثمار عبر التطبيقات الذكية تقول لبنى إبراهيم، وهي واحدة من الذين خاضوا الإستثمار عبر التطبيقات الذكية، بإنشائها تطبيق «توب شو»، إن «نجاح التطبيق لم يأتِ من فراغ. لاحظت الوقت المهدور الذي تقضيه الفتيات في تنسيق ملابسهن في جميع المناسبات، ومن هنا أتت فكرة إنشاء تطبيق توب شو». ونجحت إبراهيم بهدا التطبيق في الحصول على مركز متقدم ضمن المسابقات التكنولوجية العالمية، لكن نجاحها لم يقف هنا، فقد اختير تطبيقها من ضمن 26 مشروعاً في مسابقة «ستيب كونفرنس» في دبي للإنتقال إلى المرحلة الثانية، مع الإشارة إلى أن المنافسة لم تقتصر على العالم العربي. ومن المبادرات الالكترونية التي تعتبر ناجحة للشباب في لبنان، ابتكار «شركة افتراضية» عبر تطبيق عمل عليه فريق عمل من ثلاثة أشخاص هم، غسان أبي فاضل وطارق الجارودي ومحمد صابونة، وهو تطبيق يعمل على تأمين خدمات التصميم الداخلي للمنازل والمكاتب افتراضياً. وأشار فريق العمل إلى أن «التطبيق سيمكن الطبقة المتوسطة بشكل رئيسي من تحمل كلفة المهندس الداخلي الذي غالباً ما يتقاضى مبالغ عالية، جراء تنسيق وتصميم داخلي للمنزل». برامج لتطوير رواد الأعمال ودعم الاقتصاد ومن ضمن البرامج الداعمة للاقتصاد، البرنامج الدولي لتسريع الأعمال الذي استضاف 45 شركة من قطاع رواد الأعمال اللبنانيين من مختلف المجالات على مدار 4 أشهر في المرحلة الأولى. كما زودها بمصادر تمويل وخبراء وفرص الانفتاح على دول الخارج وفاعليات عالمية، بالإضافة إلى إرشادات على مستويات عالية وشبكات تواصل. وصمم البرنامج الدولي لتسريع الأعمال بهدف تطوير رواد الأعمال في لبنان، وذلك ضمن مجال اقتصاد المعرفة وقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع توجيه دولي، ودعمهم لتوسيع نطاق أعمالهم وتعزيز أواصر التواصل مع الأسواق العالمية. وأعلن المركز اللبناني- البريطاني للتبادل التكنولوجي الخميس الماضي أسماء الشركات المؤهلة للانتقال إلى المرحلة الثانية من البرنامج الدولي لتسريع الأعمال، في مصرف لبنان في حضور حاكم المصرف رياض سلامة وسفير بريطانيا لدى لبنان هوغو شورتر وممثلين عن القطاع. وهنأ سلامة الشركات التي وصلت الى المرحلة الثانية، مؤكدا دعم مصرف لبنان لكل الجهود المبذولة من قبل البرنامج، ومشدداً على أهمية هذه النوعية من الاستثمارات والتي الهدف منها ارجاع المواهب اللبنانية الموجودة في الخارج الى البلاد.