لندن – «الحياة» تذمّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من أن مناهضين للحكومة في الداخل يدلون بتصريحات ضد السياسة الخارجية للوزارة واتفاق جنيف الذي أبرمته إيران مع الدول الست المعنية بملفها النووي، «أكثر إيذاءً» من كلام مسؤولين أجانب. ونقلت صحيفة «جام إي جام» عن ظريف قوله: «لا يتوقع المرء صداقة وصدقاً من الأجانب، بل من مواطنيه». وأضاف أنه لا يدّعي أن اتفاق جنيف «كامل وخالٍ من العيوب»، لافتاً إلى أنه يتفق مع بعض الانتقادات الموجهة إليه. واستدرك أن الاتفاق هو «وثيقة مشتركة، وجب على ايران أن تتفق مع ست دول أخرى على مضمونها، كما أن عنوانها نُوقش نحو ساعتين». ولفت إلى أن طهران لم تسمح لواشنطن بتحقيق رغبتها في الحدّ من تخصيب اليورانيوم على أراضيها، وزاد: «قلنا (للأميركيين) أن تخصيب اليورانيوم داخل البلاد هو خط أحمر، وأعلنّا إمكان مناقشة أطر التخصيب فقط». وأعلن ظريف انه سيستقيل إذا شعر بعجزه عن حماية مصالح إيران وحقوقها. وفي مؤمر صحافي مع نظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي في طهران، قال ظريف إن المحادثات مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «قد تكون اكثر دقة وتعقيداً»، مرجّحاً ألا يتوصل الجانبان إلى اتفاق في جولة المحادثات التي تبدأ في فيينا غداً. ووقّع 220 نائباً إيرانياً بياناً سلّموه إلى رئاسة مجلس الشورى (البرلمان)، وَرَدَ فيه أن طهران «أبرمت معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وملتزمة عدم إنتاج هذه الأسلحة»، مضيفاً أنها «تريد نيل كل حقوقها التي لا تتجزأ، في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وممارسة حقوقها في نشاطات دورة الوقود النووي، خصوصاً تخصيب اليورانيوم». وحضّ البيان الوفد المفاوض مع الدول الست على أن «يتحرّك في هذا الإطار، وألا يتخلى عن الحقوق النووية للشعب قيد أنملة». وشدد على «ضرورة عدم القبول بأي شرط في ما يتعلق بتوسيع مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل، وتخصيب اليورانيوم». ونبّه الوفد إلى وجوب «الامتناع عن التفاوض حول مسائل دفاعية والأنظمة الصاروخية» لإيران. وتسلّمت رئاسة البرلمان عريضة وقّعها 5 نواب تطالب باستجواب ظريف، بسبب «تصريحاته المغلوطة حول قوة الدفاعات الإيرانية وتأكيده حدوث الهولوكوست» النازي في حق اليهود. في غضون ذلك، أعلن محمد أحمديان نائب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، تحديد 16 مكاناً في البلاد لتشييد محطات نووية جديدة، 10 منها تقع على سواحل الخليج وبحر عمان، لافتاً إلى أن كلاً منها ستضم مفاعلات. وأشار إلى «أولوية للمناطق الجنوبية في إيران، في تشييد محطات نووية جديدة»، مذكّراً بأن محطة «بوشهر» شُيّدت «قرب مياه البحر بسبب ظروف عملها، إذ تنتج طاقة حرارية حجمها 3 آلاف ميغاواط، ويُحوّل ألف ميغاواط إلى طاقة كهربائية، وهذا يحتاج إلى حجم هائل من المياه». وتابع أن «الظروف البيئية حول محطات الطاقة النووية تتطلب الاستفادة من مياه البحر، لتبريد مفاعل المحطة والحدّ من الارتفاع الحاد في درجة حرارة المياه المستخدمة في التبريد، قبل إعادتها إلى مياه البحر، لذلك تُعدّ المناطق الساحلية أفضل مكان لتشييد المحطات النووية، لا سيّما أن جغرافية إيران تفتقر إلى الأنهار». أهل السنّة على صعيد آخر، ذكّر الشيخ عبدالحميد، إمام أهل السنّة في زاهدان عاصمة إقليم سيستان وبلوشستان، بأن السنّة صوّتوا في انتخابات الرئاسة التي نُظمت الصيف الماضي لمصلحة «توجّهات (الرئيس حسن) روحاني ووعوده، ولم نشهد سابقاً تصويتاً منسجماً مشابهاً»، مضيفاً أن «أهل السنّة والجماعة في إيران يتطلعون الآن إلى أن تحقّق دولة روحاني وعودها، وتراعي حقوق أهل السنّة ويحقّق الشعب مطالبه». وتابع: «بفوز الرئيس روحاني، ازددنا أملاً ورجاءً. أهل السنّة في كل مناطق إيران يؤكدون ضرورة حفظ سيادة أراضي البلاد. أهل السنّة وطنيون لا يبيعون وطنهم. نحب بلادنا ونحب سيادة أراضيها، أكثر من أنفسنا». وأعلن «مساندة روحاني في مفاوضات حكومته مع الغرب، لأن على الشعب الإيراني أن يعيش في صلح وسلام»، وزاد: «لا نريد حرباً مع العالم. لا حرب لنا مع الدول التي ليست معتدية على ترابنا وبلادنا».