احتج سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن لدى الخارجية السودانية، بسبب احتجاز السلطات في الخرطوم 190 حاوية تحمل مؤناً وحصصاً غذائية إلى البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد). في غضون ذلك، وقع السودان وجنوب السودان على مسودة قرار لتنفيذ اتفاق لإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح على طول الحدود بين البلدين. وأعلنت الخارجية السودانية أمس، أنها أبلغت سفراء الدول الخمس الكبرى، تمسكها بخروج البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور من السودان. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السفير علي الصادق في تصريح، أن وكيل الوزارة عبدالغني النعيم ناقش مع سفراء كل من بريطانيا والصين وروسيا وفرنسا، والقائم بالأعمال الاميركي، خروج بعثة «يوناميد» من السودان ومعالجة العقبات التي تعترض بعض جوانب العمل الإداري فيها، لاسيما تخليص الحاويات المتراكمة في ميناء بورت سودان، والتي تحتوي على مواد غذائية وطبية وغيرها. وأوضح الصادق أن وكيل الخارجية اقترح على بعثة «يوناميد» من خلال السفراء، شراء بعض احتياجاتها الغذائية «الألبان والخضر» من السوق المحلي السوداني بدلاً من جلبها من استراليا والبرازيل والأرجنتين. وفي المقابل، طالبت الأممالمتحدة حكومة السودان بالإفراج عن حصص غذائية وغيرها من المؤن الأساسية الأخرى، لقوات حفظ السلام الدولية المنتشرة في إقليم دارفور. وقال الناطق باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك للصحافيين إن عملية الاحتجاز تشمل نحو 190 حاوية معظمها محمل بالمؤن الغذائية بالإضافة إلى عدد قليل ينقل «مؤناً تتعلق بالعمليات الخاصة بالبعثة».وأضاف: «نحض حكومة السودان بوضوح على الإفراج عن الحاويات على الفور». وأشار إلى أن رئيس عمليات حفظ السلام بالأممالمتحدة إيرفيه لادسو أطلع مجلس الأمن على المشكلة. من جهة أخرى، وقعت دولتا السودان وجنوب السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على مسودة قرار لتنفيذ اتفاق لإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح على طول الحدود بين البلدين التي تمتد أكثر من ألفي كيلومتر. وجرت الخطوة خلال اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين البلدين، برعاية الاتحاد الافريقي ومشاركة وزيري دفاع الدولتين، واتفق الجانبان على عقد اجتماع اللجنة السياسية الأمنية المشتركة في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في الخرطوم. وقال رئيس فريق الوساطة الافريقية بالوكالة، الرئيس النيجري السابق عبدالسلام أبو بكر، ان الاتفاق الذي وقع بين السودان وجنوب السودان، طال انتظاره عامين، واعتبره إنجازاً كبيراً يساعد البلدين في فتح آفاق التعاون من خلال تحديد «الخط الصفر» على حدود البلدين. وأشار أبو بكر إلى أن «الخط الصفر» الذي سيتم رسمه على حدود البلدين، سيعمل على فصل جيشي البلدين بمنطقة عازلة، كما سيسهل حرية حركة التجارة والتنقل والتعاون، وسيكون نواة لتفعيل الاتفاقات الأخرى.