صادف أول من أمس (الإثنين) الذكرى الخامسة لإنقاذ آخر مجموعة من العمال التشيليين ال33 والذين صمدوا تحت الأرض الفترة الأطول في التاريخ بعد تحطم منجم "سان خوسيه" للذهب والنحاس شمال البلاد، حيث كانوا يعملون. ولجأ العمال في الخامس من أب (أغسطس) من العام 2010 إلى مأوى طوارئ يقع نصف ميل تحت الأرض، بعد تحطم منجم "سان خوسيه" الذي كانوا يعملون فيه، حيث اكتشفوا كميات قليلة من الطعام، وفكروا في الانتحار أو أكل لحم بعضهم بعضاً خلال الايام ال17 الأولى، بعد تيقنهم من صعوبة إنقاذهم. وفي ال22 من الشهر ذاته، تمكن منقذون من بينهم عمال شركة أميركية، من حفر بئر تصل الى المنطقة التي وجد فيها العمال المحاصرون وتبادلوا معهم الرسائل، وزود المنقذون العمال بالطعام والماء والدواء من خلال حفرة صغيرة، واستطاع المنقذون بعدها إنزال كاميرات لرؤية العمال. وفي ال22 من تشرين الأول (أكتوبر) من العام ذاته، تمكن المنقذون من إنقاذ العمال بعد تصنيع كبسولة تكفي لحمل عامل واحد ونقله من عمق 2000 قدم إلى سطح الأرض خلال 15 دقيقة. وكانت عائلات العمال التي خيمت بالقرب من المنجم الواقع في صحراء اتاكاما والذي يبعد حوالى 500 ميل شمال العاصمة التشيلية سانتياغو، في استقبالهم عند انقاذهم. يذكر أن حوادث عدة حصلت في المناجم على مر التاريخ، إذ يعرف هذا النوع من العمل بخطورته، خصوصاً في الدول النامية وفي البلدان التي لا تملك معايير سلامة قوية. وأبرز حوادث المناجم هي: - منجم بنشيو للفحم والحديد: حدث انفجار تسبب به غبار الفحم داخل منجم في الصين في 26 نيسان (أبريل) 1942. وقتل في الحادث حوالى ألف و549 عاملاً، أي ثلث عمال المنجم الذين يشكل الصينيون غالبية اليد العاملة فيه اضافة الى عدد من اليابانيين، كما أدت محاولات لايقاف التهوية وإغلاق المنجم إلى مقتل عدد من العمال الذين نجوا من الانفجار. - كارثة منجم كوريير: يعد هذا الانفجار الذي وقع شمال فرنسا في العام 1906، الأسوأ في تاريخ أوروبا، إذ قُتل خلاله 1099 عاملاً بينهم أطفال. - كوارث المناجم في اليابان: شهدت اليابان أسوأ حادث مناجم في تاريخها بعد انفجار منجم "هوجيو" في مدينة كويشو في العام 1914، ما أسفر عن مقتل 687. وقُتل 438 عاملاً في العام 1963 بعد انفجار في منجم "متسوي ميك" بمدينة أوموتا، الذي يعد الأكبر في البلاد، من جراء تسممهم بغاز أوكسيد الكربون. وتم إغلاق المنجم في العام 1997.