أعرب الكاتب الدكتور عبدالله مناع عن قلقه، «حيال ما سيكون عليه البرنامج الثقافي لمعرض جدة الدولي للكتاب»، مؤكداً عدم الرغبة في «مواعظ ومحاضرات». وقال ل«الحياة»: «نريد معرضاً حقيقياً للكتاب، متعدد الأنشطة، يشمل الثقافة والفنون بأنواعها من لوحات فنية ورسومات وأعمال وكذلك مسرح»، مستشهداً بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، «الذي يقدم كل ما يتعلق بالثقافة والفن، وكذلك الشعر العامي الذي كان يحييه الشاعران عبدالرحمن الأبنودي وأحمد فؤاد نجم». وتساءل مناع، الذي يعد أحد أبرز مثقفي جدة: ما المانع أن يضم المعرض ملامح من الحياة التاريخية لمدينة جدة، والتنسيق في ما يخص زيارة مرتادي المعرض إلى هناك، والتعرف على ثقافة أهل جدة»، مشيراً إلى أنه «ما يزال هناك وقت»، متأسفاً، في الوقت نفسه، على أن القائمين على المعرض، «لا يأخذون بآراء الآخرين». وشدد على أن اللجنة المنظمة لا بد من أن تكون متكاملة، «وتضم أدباء وأكاديميين، وبمشاركة من جامعة الملك عبدالعزيز، ممثلة بكلية الآداب، كذلك الصحافيين». وأضاف مناع: «ما المانع أن تخصص الساعتان الأخيرتان من كل ليلة من المعرض لفقرات ترفيهية، ما بين رقصات شعبية وفولكلور وعروض مسرحية؟». وذكر الأديب والمثقف، أنه لم يستدعَ إلى اجتماعات لجان معرض جدة، وأنه لا يعرف أحداً من اللجنة المنظمة، لافتاً إلى أن اختيار اللجنة «يعود إلى إمارة المنطقة ومحافظة جدة، فلربما لها آلياتها وتنظيمها». وقال صاحب كتاب «شموس لا تغيب نجوم لا تنطفئ»، إن مدينة جدة، «رائدة التنوير، بخاصة أن الكتب الداعية إلى التنوير خرجت من الحجاز، مثل كتاب محمد حسن عواد، وعنوانه «حرية تنويرية»، الذي تسبب حينها في عدد من المشكلات، وكتاب «الحجازيون دعاة التنوير» للشاعر حسن شحاته»، مضيفاً أن جدة بخاصة والحجاز في شكل، ضمت أسماء تنويرية كثيرة، مثل حمزة شحاتة ومحمد سعيد باعشن، ومحمد سعيد العوضي، وأحمد قنديل، والشاعر أحمد الغزاوي»، داعياً إلى تكريم أحد الرواد التنويريين في المعرض، «وأن يخصص المعرض إحدى فعالياته للحديث عن مسألة التنوير، ولاسيما أن التنوير جزء من حياة الحجاز وعطائهم». ودافع الكاتب عبدالله مناع، الذي يعتبره بعضهم أحد تنويريي الحقبة الذهبية في الحجاز، عن فكرة تكريم أحد رواد التنويريين في جدة، واصفاً فكرة التكريم ب«الجميلة والرائعة»، مطالباً اللجنة المنظمة ب«النظر في المقترح». وتساءل صاحب «جدة: الإنسان والمكان»: كيف يمكن إيصال مثل هذا الاقتراح؟». ولفت إلى أن هناك فكرة لتكريم الشيخ عبدالمقصود خوجة في يوم افتتاح المعرض، وأن الترتيبات جارية لذلك من وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، ومدير مركز أحمد باديب للاستشارات الإعلامية الدكتور زيد الفضيل، مؤكداً أن الشيخ عبدالمقصود خوجة، «فتح داره واحتوى الأدباء وكرم الرواد وأصحاب الإبداعات في الفنون كافة، وهذا يُحسب له»، معتبراً أن تكريم خوجة «خطوة رائعة».