تراجعت وتيرة المواجهات في معظم المناطق الفلسطينية أمس باستثناء القدس حيث وقعت ثلاثة حوادث طعن استشهد خلالها أحد المهاجمين وأُصيب آخران، في حين جُرح شرطي وإسرائيليان. وفيما وجهت الحكومة الإسرائيلية رسائل تهدئة ضمنية الى السلطة الفلسطينية وحركة «حماس»، توعّدت المقدسيين وعرب الداخل ب «يد من حديد» لكل من يخل بالأمن والنظام. (للمزيد) ميدانياً، قالت الشرطة الإسرائيلية إن فلسطينييْن، أحدهما يبلغ من العمر 13 عاماً، أقدما على طعن شابين إسرائيلييْن في مستوطنة «بسغات زئيف» في القدسالمحتلة، مشيرة الى أن إصابة أحدهما بالغة، بينما قتل المهاجم وأصيب الطفل بالرصاص. وتناقلت وسائل الإعلام الفلسطينية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، شريط فيديو يظهر فيه الطفل الفلسطيني على الأرض وهو ينزف ويبكي بينما يصرخ عليه أحد المارة الإسرائيليين ويشتمه بألفاظ بذيئة ويطلب له الموت. وفي وقت سابق أمس، قالت الشرطة إن فتاة (16 عاماً) طعنت شرطياً من «حرس الحدود» بسكين قرب مقر الشرطة في القدس، بينما تمكن الشرطي من إطلاق النار عليها وإصابتها بجروح بالغة. وصباح أمس، قتل الشاب مصطفى الخطيب (18 عاماً) برصاص الشرطة بعد أن طعن أحد عناصرها بسكين قرب باب الأسباط في البلدة القديمة في القدس. وقالت «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) إنها قلقة حيال تصاعد العنف والخسائر الفادحة في أرواح المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدسالشرقية، وفي إسرائيل»، مشيرة الى أن عملاً سياسياً قوياً فقط هو الذي يمكنه منع المزيد من التصعيد على الوضع الذي يؤثر على المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. وأضافت أن تظاهرات غزة والضفة يقودها جيل فقد الأمل في المستقبل، داعية الى محاسبة قتلة المدنيين. من جانبها، عمدت الحكومة الإسرائيلية الى التهدئة مع السلطة وحركة «حماس»، وقالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إن الجيش فتح تحقيقاً في أحداث غزة وأمر جنوده بضبط النفس وعدم استخدام القوة حتى لا تقع مواجهة مع قطاع غزة في المرحلة المقبلة. وكانت تقارير أمنية إسرائيلية أفادت أن «حماس» لا ترغب في تدهور الأوضاع والانجرار الى مواجهة عسكرية، في وقت نفت الحركة أنباء أفادت أنها أصدرت أوامر بمنع وصول المتظاهرين الى الحدود الشماليةوالشرقية للقطاع مسافة 500 متر. في الوقت نفسه، خفض المستوى السياسي قليلاً من اتهاماته للرئيس محمود عباس بالتحريض على العنف، وأعلنت الإذاعة أن الوضع في الأراضي الفلسطينية يسير نحو التهدئة بفعل «تدخل» عباس. كما أصدرت مجموعة من الحاخامات مجدداً حظراً على طلابها يمنعهم من الوصول إلى البلدة القديمة من القدس وإلى حائط البراق (حائط المبكى) على خلفية الهجمات بالسكاكين. على خط مواز، صعدت حكومة نتانياهو هجمتها ضد المقدسيين وعرب الداخل، إذ توعد وزراء ومسؤولون أمنيون المواطنين العرب ب «يد من حديد» مع كل من يحاول الإخلال بالنظام، وتحديداً الحركة الإسلامية في إسرائيل، والتي تدرس الحكومة حظر أنشطتها، علماً أن لجنة المتابعة العربية العليا دعت الى إضراب شامل اليوم في البلدات العربية في إسرائيل، بالإضافة الى تظاهرة في بلدة سخنين، كما ينوي نواب «القائمة المشتركة» زيارة المسجد الأقصى غداً. في الوقت نفسه، شن جيش الاحتلال حملة اعتقالات واسعة بين الفلسطينيين، خصوصاً في القدس حيث من المقرر أن ينتشر 1400 جندي احتياط من «حرس الحدود» طلبت الحكومة استدعاءهم بانتظار مصادقة لجنة الخارجية والأمن البرلمانية غداً. وأبلغ القائم بأعمال قائد الشرطة بنسي ساو أعضاء لجنة الداخلية البرلمانية أن الشرطة عاقدة العزم على إبعاد كل من يحاول التصعيد في «جبل الهيكل» (الأقصى) عن المكان بغض النظر عن ديانته. وافتتحت الكنيست دورتها الشتوية عصر أمس بخطاب لنتانياهو أكد فيه أن «إرهاب السكاكين» لن يهزم الدولة العبرية، داعياً الرئيس عباس إلى وقف «التحريض على الكراهية» في الجانب الفلسطيني، والتنديد بالهجمات التي تستهدف الإسرائيليين. وردّ أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات على خطاب نتانياهو بالقول إن الخطاب «محاولة لقلب الحقائق ومليء بالكذب وتزوير الحقائق»، وأوضح أن «سياسة الإعدامات والجرائم والاستيطان وبناء الجدران لحكومة نتانياهو هي التي تؤسس للعنف والتطرف وإراقة الدماء»، مضيفاً أن «هذه الجرائم تتم بقرار من حكومة نتانياهو، ولن تؤسس للأمن ولا للسلام». واستبق زعيم حزب «يش عتيد» الوسطي المعارض يئير لبيد الجلسة بإعلان دعمه الحكومة في إجراءاتها القمعية ضد الفلسطينيين، وقال: «مَن يبكّر لقتلك، اسبقه واقتله... هذا يجب أن يكون نموذج الرد على كل من يحمل سكيناً، وليعرف هذا أن مصيره إطلاق النار عليه وقتله».