واشنطن، لوس أنجليس - رويترز، يو بي آي - أعلنت شركة «تويوتا» أنها ستدفع مبلغ 250 مليون دولار تعويضات للموظفين في مصنع للسيارات تابع لها في ولاية كاليفورنيا الأميركية سيقفل في الأول من نيسان (أبريل) المقبل، في وقت لا تزال الشركة تواجه شكاوى في شأن أعطال في السيارات التي سحبتها، حتى بعد إصلاحها. وأضافت أنها ستخصص المبلغ لتقديم الدعم المادي لأعضاء فريق العمل. وأشارت إلى أن دعمها المالي يخوّل المصنع، الذي تتشاركه مع شركة «جنرال موتورز» الأميركية، «منح مكافآت» للموظفين والعمّال الذين يستمرون في صناعة سيارات ذات جودة عالية ل «تويوتا» لغاية الأول من نيسان المقبل، تاريخ انتهاء عقدها معه. واعلن نائب رئيسها في أميركا الشمالية»، جيم وايزمين، أن «تويوتا» تبقى ملتزمة بشدة المحافظة على وجود صناعي قيّم في الولاياتالمتحدة وستستمر في توظيف آلاف الأشخاص في كاليفورنيا. ولا تزال مشكلة الأعطال في سيارات «تويوتا» تشهد جدلاً واسعاً، إذ أوضحت الشكاوى المقدمة في واشنطن أن الإصلاحات التي أجريت على السيارات المسحوبة لم تحلّ مشكلة السيطرة على سرعة السيارة. إذ أشارت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أن 7 مالكي سيارات «تويوتا» تقدموا بشكاوى أمام «إدارة أمن الطرقات الوطنية» الأميركية بعد خضوع سياراتهم للإصلاح. وأوضحت التقارير أن سرعة السيارة لا تزال تزداد في شكل مفاجئ، حتى بعد إصلاح دواسة الوقود. ويذكر أن الشركة سحبت 6 ملايين سيارة في الولاياتالمتحدة منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. إلى ذلك، أقام أقارب شرطي من كاليفورنيا وزوجته دعوى قضائية على «تويوتا» بعد حادث سيارة أودى بحياتهما وحياة ابنتهما وشقيق الزوجة، بسبب عيوب قالوا انها تسببت في اندفاع السيارة بسرعة خرجت عن نطاق السيطرة. والدعوى التي رفعت أمام المحكمة العليا في سان دييغو هي الأحدث ضمن موجة دعاوى قضائية وإجراءات قانونية أخرى اتخذت ضد الشركة. لكن حادث السير الذي وقع في 28 آب (أغسطس) الماضي قرب سان دييغو في سيارة «ليكزس إي اس 350» كان يقودها مارك سايلور، ضابط دورية الطرق السريعة في كاليفورنيا خارج وقت خدمته، اجتذب اهتماماً مكثفاً من وسائل الإعلام، وجدد تدقيق الحكومة في مشاكل السلامة، ما أدى إلى استدعاء نحو 8.5 مليون سيارة «تويوتا» على مستوى العالم. وقدم رئيس «تويوتا» اكيو تويودا حفيد مؤسس الشركة تعازيه لأسرة سايلور في اعتذار وجهه في جلسة للكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي. وجاء في الدعوى أن سايلور كان يقود السيارة مع زوجته وشقيقها وابنته (13 سنة) عندما بدأت سيارتهم «تسرع من تلقاء نفسها وتخرج عن نطاق السيطرة»، على رغم محاولات سايلور استخدام المكابح والقيام بكل ما من شأنه إيقافها. وبلغت سرعة السيارة 193 كيلومتراً في الساعة قبل أن تصطدم بسيارة أخرى وتندفع عبر سياج وتطير في الهواء ثم تنقلب في حقل وتنفجر محترقة. وسجلت اللحظات الأخيرة من حياة الأسرة في اتصال من هاتف محمول بخدمة الطوارئ أجراه كريستوفر لاستريلا شقيق زوجة سايلور الذي سمع صوته يقول لمتلقي المكالمة «مبدّل البنزين عالق، نواجه مشكلة، المكابح لا تعمل». وتصف الدعوى «تويوتا» ووحدتها الأميركية وشركات أخرى ب «المتهمين» مع وكيل سيارات « ليكزس»، الذي أخذ سايلور السيارة المشؤومة منه على سبيل الاقتراض حتى يجري إصلاح سيارته. وعلى رغم أن الدعوى لم تحدد سبباً مزعوماً للتسارع غير المتعمّد للسيارة، إلا انها تقول إن السيارة المعنية «كانت معيبة» وأن هذه الجهات لم «توجه تحذيراً كافياً عن الأخطار»، وتطالب بتعويض مالي لم تحدده نيابة عن والدي كل من سايلور وزوجته. ورفض مسؤولو «تويوتا» التعليق قائلين أنهم لا يعلقون على قضايا لم يبت فيها القضاء بعد. وأفادت وزارة النقل الأميركية بأن الشكاوى من تسارع غير متعمّد لسيارات «تويوتا» و «ليكزس»، لها صلة بأكثر من 50 حادث سير أدى إلى حالات وفاة جرى التحقيق فيها على مدى السنوات العشر الماضية.