يبدو أن أزمة انتشار فيروس «اتش1 أن1» المُسبّب لانفلونزا الخنازير لن تنتهي سريعاً، إذ حصد الفيروس أمس أرواح ثمانية أشخاص على الأقل وأصاب آخرين متجاوزاً حدود الجغرافيا، ومثبتاً وجوده في أوروبا. وامتد تأثيره إلى البورصات العالمية وأسعار النفط التي شهدت تراجعاً لافتاً، على خلفية المخاوف من تحوله وباء شاملاً. وفي وقت أعلنت السلطات المكسيكية اشتباهها في وفاة سبعة أشخاص جدد بالفيروس، ليرتفع عدد الوفيات إلى 149 والإصابات إلى 1614 واعلنت لقفال المدارس في مختلف انحاء البلاد حتى السادس من ايار (مايو)، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر إن فروعهما المحلية في أنحاء العالم كافة وضعت على أهبة الاستعداد تحسباً لانتشار الفيروس. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الأمين العام للجنة بيكيلي غيليتا قوله إن «الوضع خطير يتطلب معالجة سريعة». وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس من تحول انفلونزا الخنازير إلى «وباء عالمي جديد»، فيما بقيت «منظمة الصحة العالمية» عند موقفها المتحفّظ حيال الفيروس، ولم تعلنه وباء شاملاً. لكن ناطقاً باسم المنظمة قال لوكالة «رويترز» إنها قد تزيد درجة الإنذار إلى الدرجة الرابعة أو الخامسة، مع تزايد اليقين بأن الفيروس لا يظهر مؤشرات على التراجع. وتعني الدرجة الرابعة أن الفيروس أظهر قدرة على الانتقال من شخص لآخر وإصابة أعداد كبيرة. وبحسب الناطق، فإن حالات الإصابة المؤكدة بلغت 40 في الولاياتالمتحدة وست في كندا وواحدة في إسبانيا. وبعد اجتماع طارئ لوزراء الصحة الأوروبيين، حذّرت مفوّض الصحة في الاتحاد الأوروبي أندرولا فاسيليو من زيارة الدول التي سجلت فيها حالات إصابة بانفلونزا الخنازير أخيراً. وعززت وزارة الصحة البريطانية إجراءات المراقبة تحسباً لانتشار محتمل للوباء في المملكة المتحدة. وسجّلت حال أولى في إسبانيا، وحالتان في بريطانيا، إضافة الى إصابات في نيوزيلاندا والبرازيل. واتّخذت روسيا والصين واليابان وتايلاند إجراءات وقاية في مطاراتها. وأعلن لبنان خلوه من الفيروس، لكنه منع استيراد الخنازير الحيّة كلياً. واشتُبِه بإصابة ثانية في إسرائيل، في وقت لم تتأكد الدولة العبرية من إصابة مشتبهة أعلنت أول من أمس. وفي حديث أمام «الأكاديمية الوطنية للعلوم»، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الهدوء في مواجهة انتشار الفيروس، قائلاً إن «المرض يدعو إلى القلق وإلى رفع حال التأهب، لكنه لا يدعو إلى الهلع». وترافقت كلمة أوباما مع إعلان البيت الأبيض سلامته من الفيروس، بعد شكوك باحتمال انتقاله إليه إبان رحلته للمكسيك أخيراً. وقادت المخاوف من انتشار المرض مؤشرات البورصات العالمية إلى الهبوط. وتراجع مؤشر الأسهم في دبي بنسبة 4.3 في المئة، كما هبطت مؤشرات الأسهم في أبوظبي والسعودية ومسقط. وانخفضت أسعار النفط بأكثر من أربعة في المئة إلى ما دون 50 دولاراً للبرميل. وافتتحت البورصات الأوروبية والأميركية أمس على انخفاض بسبب القلق من انتشار الفيروس، خصوصاً مع هبوط أسهم شركات الطيران والمجموعات السياحية فيما ارتفعت أسهم شركات الادوية.