أكد الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" جان فرانسوا جوليار أمس (الأربعاء) أنه على أتم الاستعداد لزيارة السعودية للاجتماع مع ممثلين عن المؤسسات المسؤولة عن الصحافة، ولكن "بكامل الحرية" بعد الدعوة التي أطلقها أخيراً رئيس هيئة الصحافيين السعوديين تركي السديري، عبر وسائل الإعلام المحلية. وقال جوليار في تصريحات ل "سعودي ويف": "أكون سعيداً جداً بالذهاب إلى السعودية لالتقاء ممثلين عن المؤسسات المسؤولة عن الصحافة. وستكون الزيارة الأولى من نوعها لمنظمة مراسلون بلا حدود للمملكة". وأشار جوليار إلى أن "الترتيب (العالمي لحرية الصحافة) يعتمد على قائمة من 50 من المعايير التي تعتمد هي نفسها بالنسبة لجميع البلدان في العالم". وأضاف: "نحن لدينا رؤية موضوعية بقدر الإمكان (في ما يتعلق بمؤشر حرية الصحافة العالمية). لسنا منظمة سياسية، وهدفنا الوحيد هو الدفاع عن حرية الصحافة حيثما كانت مهددة. نحن نفعل ذلك في جميع القارات، بما في ذلك أوروبا وفرنسا، حيث يوجد المقر الرئيسي للمنظمة". وكان رئيس هيئة الصحافيين السعوديين تركي السديري وجه دعوة لمنظمة "مراسلون بلا حدود" لزيارة السعودية والاطلاع على واقع الصحف في المملكة. وأضاف السديري في تصريحات صحافية أن "الهيئة ستكون شفافة تماماً في تقديم الحقائق الكاملة للمنظمة، وسترتب لها زيارات إلى أي مؤسسة صحافية تريد، والالتقاء بالصحافيين، حتى تطلع على المساحة المميزة التي تتمتع بها الصحف السعودية، وهي مستقلة تماماً، وتعتمد على إيراداتها الخاصة". وكانت "مراسلون بلا حدود" وضعت السعودية في المرتبة ال163 من أصل 175 بلداً في مؤشرها لحرية الصحافة العالمية للعام 2009، بعد أن أسندت إليها المرتبة ال161 في مؤشر العام 2008. وانتقد نائب رئيس هيئة الصحافيين السعوديين الدكتور عبدالله الجحلان بشدة منظمة "مراسلون بلا حدود"، في تصريحات صحافية، واصفاً إياها ب"المسيسة وغير الموثقة". وتساءل الجحلان: "كيف تبني المنظمة تقريراً عن دولة من خلال شهادة ثلاثة صحافيين مجهولي الهوية؟ وكيف تستقي معلوماتها عن صحافة البلد من صحافيين أجانب يعيشون في فرنسا؟". وأضاف: "نحن لا ندعي الكمال، ولا نقول بعدم وجود أخطاء، لكننا نجزم بأن الوضع الصحافي والحريات الصحافية تتطور، فلماذا لا يتقدم ترتيب المملكة في تقرير هذه المنظمة بناء على الحقائق على الأرض التي يشاهدها ويلمسها الجميع؟". وقال الجحلان: "أوضاعنا الصحافية على كل الأصعدة أفضل بكثير من أوضاعنا في الماضي، خصوصاً خلال السنوات الخمس الماضية، ومن الإجحاف بحق أن توضع المملكة في مرتبة متأخرة بحجة عدم السماح لوفد من المنظمة بزيارة المملكة". ويتفق الصحافيون السعوديون والسواد الأعظم من القراء على أن صحفهم سجلت تقدماً ملموساً على صعيد ممارسة العمل الصحافي، وأن هامش الحرية اتسع بكثير، وأن الصحف لم تعد تتردد في التطرق إلى مواضيع كانت من "المحظورات"، خصوصاً منذ أن أعطى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إشارة الانطلاق ل"الحرية المسؤولة والنقد الهادف المتزن" في خطابه في آذار (مارس) 2008 أمام مجلس الشورى.