فيينا، برازيليا، أوسلو، روما - أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلن الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة أمس، انهما يشاركان الوكالة الدولية للطاقة الذرية قلقها من احتمال سعي إيران إلى تطوير سلاح نووي، وجددا التلويح بفرض عقوبات جديدة عليها، رداً على «استفزازاتها» للمجتمع الدولي. في غضون ذلك، استبق الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا لقاءه مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، مجدداً رفضه فرض عقوبات على إيران. وقال: «ليس من الحكمة حشر إيران في الزاوية. من الحكمة إجراء مفاوضات». وكان المدير العام للوكالة الذرية الياباني يوكيا امانو أبلغ مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 عضواً والمجتمع في فيينا، أن إيران قد تحاول تطوير رأس حربي نووي، مشيراً إلى أنها بدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة الشهر الماضي، قبل أن يتمكن مفتشو الوكالة من الوصول إلى منشأة ناتانز وتعزيز إجراءات المراقبة. وفي بيان شديد اللهجة، وفي شكل غير معهود، قال المندوب الإسباني لدى الوكالة خوسيه لويس روسيلو، نيابة عن الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إن «الاتحاد يشارك الوكالة قلقها في شأن احتمال وجود نشاطات سرية في إيران، سابقة أو راهنة، متصلة بتطوير شحنة نووية لتركيبها على صاروخ». واعتبر روسيلو في جلسة لمجلس المحافظين ناقشت تقرير أمانو حول الملف الإيراني، إن بدء طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة في غياب المفتشين، يشكّل انتهاكاً للبند الرقم 45 في اتفاق الضمانات النووية الموقّع بين طهران والوكالة. وشكك في جدوى التخصيب بنسبة 20 في المئة في إيران، كما رأى في إعلان نيتها بناء 10 مفاعلات جديدة للتخصيب، «مزيداً من الاستفزاز والتحدي» للمجتمع الدولي. وخلص إلى القول إن «الاتحاد الأوروبي سيدعم أي تحرك لمجلس الأمن، إذا تمادت إيران في عدم التعاون مع المجتمع الدولي في شأن برنامجها النووي. والاتحاد مستعد لاتخاذ الخطوات اللازمة لمواكبة عملية مجلس الأمن هذه»، مشيراً في ذلك إلى فرض عقوبات جديدة. أما المندوب الأميركي لدى الوكالة غلين ديفيس فاتهم إيران بممارسة «لعبة القط والفأر» مع المفتشين. وقال: «نجد أنفسنا بعد ثماني سنوات من تحقيق يبدو أن إيران مصممة على تحدّيه، مشوّشين ومحبطين». وأضاف أن الوكالة مُحقة في قلقها من احتمال بناء إيران «منشآت نووية أخرى سراً»، معتبراً أن «إيران تختار الاستفزاز بدل بناء الثقة، وخطاب التحدي بدل الحاجات الطبية لشعبها، ما عزز المخاوف» من نياتها. وزاد: «نأمل بأن تغيّر إيران موقفها الحالي وان تسعى إلى سلوك طريق المفاوضات. إذا لم يحدث أي شيء، لن يكون أمام المجتمع الدولي من خيار سوى فرض عقوبات جديدة أشد قسوة، لجعل إيران بلداً مسؤولاً». وأسفت بريطانيا وفرنسا وألمانيا ل «موقف إيراني يزدري بعمق» عمليات التفتيش الدولية، ما يتطلب «دفع ثمن جدي يزداد تدريجاً» في إشارة إلى عزل طهران. وقال ديبلوماسي شارك في جلسة الوكالة، إن المندوب الصيني جدد دعوة بلاده إلى إجراء مفاوضات إضافية مع إيران، وليس فرض عقوبات عليها. في المقابل، قال المندوب الإيراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية إن بلاده أبلغت الوكالة قبل يومين من التخصيب بنسبة 20 في المئة، معتبراً تقرير أمانو حول البرنامج النووي الإيراني «مضللاً» و»غير متوازن». وأشار ديبلوماسيون إلى أن سلطانية قال إن طهران تحتفظ بحقها في الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، إذا لم تُعامل بعدل. وفي نيويورك، قال رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري مندوب الغابون ايمانويل أيسوي - نغوندي إن الملف الإيراني ليس على جدول أعمال المجلس للشهر الجاري، لكن «هذه المسألة قد تُطرح على طاولة البحث». في الوقت ذاته، نقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسيين غربيين قولهم إن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا أعدت مشروعاً لفرض سلسلة رابعة من العقوبات على إيران، وتأمل بموافقة روسيا والصين عليها كي تبدأ المفاوضات فوراً في هذا الشأن. في غضون ذلك، لاحت بوادر أزمة ديبلوماسية بين أوسلووطهران، إذ أعلنت الخارجية النروجية طرد ديبلوماسي إيراني، رداً على إبعاد طهران الأسبوع الماضي أحد ديبلوماسييها، احتجاجاً على قرار أوسلو منح اللجوء السياسي للقنصل الإيراني العام السابق محمد رضا حيدري الذي استقال من منصبه احتجاجاً على «قمع» تظاهرات المعارضة في إيران. وفي تطور آخر، أعلنت الشرطة الإيطالية اعتقال إيرانيَيْن وخمسة إيطاليين بتهمة تصدير أسلحة ومتفجرات إلى إيران، ما يشكّل انتهاكاً للحظر الدولي. وثمة إيرانيان آخران متهمان في القضية، لكنهما فرّا إلى إيران. واعتبرت السلطات الإيطالية الإيرانيين الأربعة المتهمين، جواسيس، مرجحة ان يكونوا من الاستخبارات الإيرانية. وأحد الإيرانيَيْن المعتقلين يدعى نجاد حميد معصومي (51 سنة) وهو مراسل للتلفزيون الإيراني معتمد لدى نادي الصحافة الأجنبية في روما.