صرّح الأمين العام للمجلس الأعلى المصري للثقافة عماد أبو غازي إن المجلس نجح خلال الأعوام العشرين الأخيرة في أن يصنع لنفسه وجوداً قوياً في الساحة العربية، و نظاماً خاصاً لعمله. وأضاف أبو غازي خلال لقاء مفتوح مع جمهور معرض مكتبة الإسكندرية الدولي الثامن للكتاب إن دوره هو الارتقاء بهذا البناء إلى مستوى أعلى، استكمالاً لما قام به الأمينان العامان السابقان للمجلس جابر عصفور، وعلي أبو شادي. وشدد أبو غازي، الذي تولى منصبه قبل نحو أربعة أشهر، على أن المجلس الأعلى المصري للثقافة ليس وقفاً على النخبة الثقافية، ولا ينعزل عن ثقافة الشارع، معرباً عن تطلعات كثيرة لديه في عمل المجلس خلال الفترة المقبلة، منها «مشروعات الإنترنت» لتستعيد مصر دورها في الخريطة الثقافية بقوة. وكان أبو غازي أعلن بمجرد توليه منصبه أن المجلس الذي يخطط للسياسات الثقافية في البلاد في إطار عمل وزارة الثقافة المصرية يستعد لإصدار أول موسوعة الكترونية جغرافية لمصر. وأوضح أبو غازي خلال اللقاء مع جمهور معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب أنه مهتم بالتعرف على الرؤى التي يمكن أن تسهم في تطوير عمل المجلس الأعلى المصري للثقافة. وأشار إلى أن المجلس «عبارة عن قاعدة من العقول المصرية الواعدة التي تمثل أكثر من 600 مثقف وكاتب وباحث، ويضم 26 لجنة متخصصة في مجال الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية». وأضاف أن هذه القاعدة من المثقفين لها دور مهم في الثقافة المصرية والعربية، مشيراً إلى أن المجلس نجح في أن يصبح بيتاً للمثقفين العرب، وقد جمعهم في ملتقيات دائمة ومستمرة مثل ملتقى القاهرة للإبداع الشعري العربي وملتقى القصة القصيرة وملتقى الإبداع النقدي، وهي أصبحت ساحة لتبادل الآراء والأفكار. ونوّه أبو غازي بأنه خلال الأعوام الماضية «غابت عنا أبعاد مهمة في العمل الثقافي من بينها البعد الأفريقي، فمنذ تأسيس المجلس الأعلى للثقافة عام 1980، لم نولِ الثقافة الأفريقية المقدار الكافي من الاهتمام، مع أن مصر تعد مجالاً حيوياً لتحقيق ذلك». وقال أبو غازي إن المدخل الثقافي يعد من الأولويات التي يجب اتباعها لتوطيد العلاقات المصرية الأفريقية، مشيراً في هذا السياق إلى أن المجلس سينظم نشاطاً أفريقياً في شهر أيار (مايو) المقبل، يعد الأول من نوعه بالتعاون مع نوادي القلم في القارة الأفريقية لمواجهة تحديات العصر. وكشف عن أن المجلس سيصدر في مطلع العام 2011 العدد الأول من تقرير للحال الثقافية المصرية، مشيراً إلى أن مجموعة من الباحثين بدأت العمل في هذا المشروع في نهاية العام الماضي. وكشف كذلك عن تأجيل فكرة إطلاق قناة تلفزيونية تابعة لوزارة الثقافة، مشيراً إلى أن قناة «النيل الثقافية» التابعة للتلفزيون الحكومي تقوم ببث مباشر لمعظم الأنشطة العربية والدولية التي ينظمها المجلس. وأعلن أبو غازي في ختام اللقاء أن المجلس الأعلى المصري قرر أن يكون العام 2011 عام نجيب محفوظ، فهو يواكب مرور مئة عام على مولد صاحب رواية «أولاد حارتنا» الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1988.