الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، ومن أجل المحافظة عليها لا بد للإنسان من أن يفعل ما بوسعه لتحقيق هذا الهدف. لا شك في أن اتباع سلوكيات حياتية وغذائية سليمة من شأنه أن تعزز من مكانة الصحة، ولكن هناك أمر مهم للغاية كثيراً ما ننساه أو تنناساه، هو محاولة رصد عوامل الخطر التي يمكن السيطرة عليها والتي تعبد الطريق الى الإصابة بأمراض تهدد صحة الإنسان وحياته معاً. هناك نوعان من عوامل الخطر: عوامل لا يمكن السيطرة عليها. عوامل يمكن التحكم بها. والعوامل الأخيرة هي التي يجب أن نجعلها نصب أعيننا، إذ في استطاعتنا ان نبطل آثارها أو على الأقل تأخير استحقاقاتها. وفي السطور التالية نحاول التعرف إلى عوامل الخطر التي تقف خلف حزمة من الأمراض التي تصيب الإنسان: - أمراض القلب والأوعية الدموية: كانت هذه الأمراض تتصدر العوامل المسببة للموت في الماضي القريب، وفهم عوامل الخطر المتهمة بأنها تقف وراءها أسهم في تراجعها كمسبب أول للوفاة، ومع ذلك فهي لا تزال تشكل خطراً على المصابين بها، ومن بين عوامل الخطر: 1- التدخين، وهو يرفع من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة مرتين الى أربع مرات. 2- ارتفاع مستوى شحوم الدم، خصوصاً الكوليسترول السيئ والشحوم الثلاثية. 3- ارتفاع ضغط الدم، ويعتبر أحد الأسباب الرئيسة لأمراض القلب الوعائية. 4- الخمول والكسل. 5- الوزن الزائد، خصوصاً في منطقة الخصر. 6- الداء السكري. 7- الضغوط النفسية والحياتية اليومية. السمنة، وهي آفة خطرة يقال انها تتفشى سنة تلو أخرى، ومسؤولة عن نصف الوفيات الحاصلة في البلدان العربية، ولا غرابة في ذلك ما دامت تشكل قنبلة موقوتة لا تلبث أن تنفجر عاجلاً أو آجلاً مسببة مضاعفات كثيرة. ان خطر السمنة يكبر كلما: 1- زاد مؤشر كتلة الجسم (حاصل تقسيم الوزن على الطول بالمتر المربع). 2- زاد محيط الخصر. 3- زادت النسبة بين محيط الخصر الى محيط الحوض. السكتة الدماغية، وتعتبر أحد الأسباب الرئيسة المسؤولة عن الموت والإقعاد خصوصاً عند الأشخاص المسنين ومتوسطي العمر، ومن بين عوامل الخطر المتهمة: 1- ارتفاع ضغط الدم، وهو يزيد من فرص حصول السكتة 4 الى 6 أضعاف. 2- أمراض القلب المختلفة، مثل قصور القلب، اعتلال الصمامات، اضطرابات نظم القلب. 3- التدخين، ويرفع من حدوث السكتة مرتين الى ثلاث مرات. 4- ارتفاع الكوليسترول السيئ ومادة الهيموسيستيئين في الدم. 5- قلة النشاط الرياضي. 6- مرض السكري والسمنة. نوبات النقرس، وسببها ترسب بلورات حامض البول في المفاصل خصوصاً إصبع إبهام القدم، وهناك عوامل تسهم في زيادة حامض البول في الدم هي: 1- الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالمواد البروتينية الحيوانية المنشأ. 2- استهلاك المشروبات الروحية خصوصاً البيرة. 3- كسب أو فقد الوزن بسرعة. 4- الجفاف والتجويع القاسي. 5- تناول بعض الأدوية. الداء السكري النوع الثاني، وهو يُعدّ من أكبر التهديدات الفعلية لصحة الإنسان في العصر الحالي، خصوصاً أن هناك عوامل خطرة تيسّر من أمر حصوله هي: 1- زيادة الوزن والسمنة. 2- الخمول وقلة الحركة. 3- الحمية الغنية بالدهون والقليلة الألياف. سرطان الثدي الذي يعتبر الشبح الأول الذي يهدد حياة المرأة، ولا تزال أسباب هذا المرض غير معروفة، ولكن هناك عوامل تسهم بزيادة خطر التعرض له: 1- عدم الإنجاب إطلاقاً، أو التأخر في الإنجاب. 2- الحمل المبكر قبل سن العشرين. 3- السمنة المفرطة. 4- العادات الغذائية السيئة مثل فرط أكل الدهون. 5- قلة النشاط الرياضي. 6- استعمال حبوب منع الحمل، وتناول الهرمونات التعويضية في سن اليأس. 7- العلاج بالأشعة في فترة الطفولة خصوصاً في منطقة الصدر. سرطان الرئة : وهو ثاني أكثر السرطانات شيوعاً في العالم، والمسبب الأكبر للوفيات بأمراض السرطان. وهو مرض يمكن الوقاية منه في شكل كبير بتفادي عوامل الخطر التالية: 1- التدخين، وكلما زاد عدد السكائر المدخنة زادت نسبة التعرّض لسرطان الرئة. 2- العيش في بيئة ملوثة. 3- الهواء الملوث خصوصاً بأبخرة الأسبستوس. 4- التسمم بغاز الرادون، وهو غير مرئي موجود في التربة في شكل طبيعي. 5- أمراض الرئة المزمنة المتكررة. مرض هشاشة العظام : بعد سن ال35 تبدأ الكثافة العظمية في الانحدار تدريجاً بمعدل واحد في المئة سنوياً، وعند بعض الفئات، خصوصاً النساء، يكون هذا الانحدار أسرع، ما يعرض لمرض هشاشة العظام، ومن بين عوامل الخطر المشجعة له: 1- التدخين والإسراف في شرب القهوة والشاي. 2- عدم تناول ما يكفي من الحاجات اليومية من الكلس والفوسفور والفيتامين «د». 3- عدم التعرض كفاية لأشعة الشمس. 4- قلة النشاط البدني. 5- تناول بعض الأدوية لفترات طويلة. 6- بعض الأمراض المزمنة مثل السكري وداء الفشل الكلوي. سرطان القولون والمستقيم، وهو داء يصيب الرجال والنساء، ويعد ثالث مسبب للوفاة بالسرطان عالمياً: 1- وجود البوليبات القولونية. 2- الوجبات الغذائية الغنية بالدهون والفقيرة بالألياف. 3- أسلوب الحياة الخمولي. 4- الإصابة بالتهاب القولون التقرّحي ومرض كرون. سرطان الجلد: وهو من أكثر السرطانات حدوثاً عند الإنسان ويظهر غالباً في الأماكن المكشوفة والمعرضة لتأثير أشعة الشمس خصوصاً الوجه والعنق واليدين. أما عوامل الخطر المسببة للإصابة به فهي: 1- حروق الشمس، ان الإفراط في التعرض للشمس يعد من أهم العوامل المحفزة لسرطان الجلد، خصوصاً إذا حصلت في سنوات الطفولة والمراهقة. 2- وجود الوحمات (الشامات). [email protected]