ارتفع عدد النازحين حول العالم في العام 2014 إلى مستويات قياسية لم يبلغها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ووصل إلى حوالى 60 مليون شخص، بين لاجئ وطالب لجوء. وذكر تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن «عدد من أجبروا على النزوح من منازلهم زاد بنحو 8.3 مليون عن العام 2013»،. وأورد التقرير أن «الصراع السوري يعتبر أحد أكبر العوامل وراء هذه الزيادة، إذ بلغت أعداد النازحين داخل البلاد حوالى 7.6 مليون، فيما وصل عدد اللاجئين السوريين إلى حوالى 3.9 مليون». وتُعد منطقتا أفريقيا والشرق الأوسط الأعلى تصديراً للاجئين، وبلغ عدد اللاجئين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 4.5 مليون لاجئ، فيما بلغ عدد اللاجئين من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء 4.4 مليون شخص. وجاءت أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي في المرتبة الأدنى من حيث عدد اللاجئين المتحدرين منها، والذي زاد قليلاً عن مئتي ألف لاجئ. وتتفاوت ظروف اللاجئين المعيشيّة إلى حد كبير، إذ يعيش البعض في مخيمات دائمة، في حين يضطر آخرون إلى العيش في ملاجئ موقتة أو حتى في العراء. وتتصدر الأردن دول العالم بعدد اللاجئين على أراضيها، إذ يبلغ عدد اللاجئين إليها، بحسب إحصائية "البنك الدولي" للعام 2014، حوالى مليونين و771 ألفاً و502 لاجئاً، وعلى رغم موارد البلد المحدودة. إلا أن ارتفاع عدد اللاجئين يعود إلى موقع الأردن الجغرافي المجاور لدول تعرضت إلى حروب وأزمات مثل سورية والعراق وفلسطين، بينما يحتل قطاع عزة المركز الثاني للعام ذاته، وبلغ عدد اللاجئين مليونين و51 ألفاً و96 لاجئاً، بسبب عمليات التهجير الإسرائيلية للفلسطينيين من مدنهم وبلداتهم، وسجلت تركيا المركز الثالث بمليون و587 ألفاً و374 لاجئاً. واستقبلت الدول الأوروبية ما يزيد على 620 ألف لاجئ خلال العام 2014، توزعوا بنسب مختلفة. وتتصدر ألمانيا قائمة الدول الأوروبية المستقبلة للاجئين وطالبي اللجوء. واستقبلت خلال العام الماضي نحو 202 ألف لاجئ، ربعهم تقريباً من السوريين، يليهم الأفغان ومواطنين من كوسوفو. وتحتل السويد المرتبة الأولى عالمياً من حيث نسبة اللاجئين إلى عدد السكان الإجمالي، بينما تحتل المرتبة الثانية أوروبياً في عدد اللاجئين الذين بلغ أكثر من 81 ألف شخص خلال العام الماضي. وسجلت إيطاليا المرتبة الثالثة بعدد اللاجئين الوافدين إليها بحكم قربها الجغرافي من مناطق انطلاق قوارب المهاجرين من سواحل شمال أفريقيا، ووصل عددهم في العام الماضي إلى ما يقارب 65 ألف شخص. وفي وسائل الإعلام، لا تبدو المجر دولة محتضنة للاجئين، إلا أنها استقبلت خلال العام 2014 ما يزيد على 43 ألف لاجئ، في زيادة بنسبة 126 في المئة بالمقارنة مع العام 2013، بينما بلغ عدد اللاجئين في الولاياتالمتحدة الأميركية حوالى 267 ألفاً و222 لاجئاً. وصرح المفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس لهيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، قائلاً إن «العالم يعيش حالاً من الفوضى، والأسوأ هو أن العالم يظن أن بإمكان المساعدات الإنسانية علاجها، لكنه لم يعد أمراً ممكناً، وليست لدينا الإمكانات للإصلاح»، مؤكداً أن «أعداد من يعانون في ازدياد، وللأسف لا توجد فرصة لدعم الكثير منهم». وأضاف غوتيريس أن «أعداد اللاجئين زادت في العام الماضي، لتبلغ 42 ألفاً و500 شخص يومياً، وهي زيادة كبيرة عن العام 2013 الذي قدرت فيه الأعداد ب32 ألف شخص، والأمر المزعج هو عجز المجتمع الدولي عن العمل في شكل جماعي من أجل وقف الحروب وبناء السلام وحفظه».