يتمسك المسنون بسويسرا، لأنها جنة مالية نظراً الى كل ما يتوافر لديها من ثروات وأنظمة تجعلهم يعيشون حياتهم في راحة، في حين تُعتبر أفريقيا وأفغانستان كابوساً مالياً للمسنين تجعل سكانها يفرون بالآلاف إلى الخارج بحثاً عن نمط معيشي محترم. ثمة 36 دولة حول العالم تعمل حكوماتها على تأمين الراحة المالية للمسنين. أما في دول أخرى مثل كولومبيا وتايلاند والمكسيك والبرازيل وقبرص وكوستاريكا، فإن أوضاع المسنين تتدهور سنة بعد أخرى. ولا تشمل راحة المسنين الجانب المالي فقط، فهؤلاء أي كل من يتجاوز عمره 60 سنة، لديهم نمط حياة مميز يتألف من أربعة معايير هي الدخل الشهري والصحة والتعليم والعمل، إن كان قادراً بالطبع على مزاولته. وأجرى خبراء سويسريون دراسة دقيقة شملت أوضاع 91 في المئة من المسنين حول العالم. ولافت أن النروج تحافظ على مركزها الدولي في المرتبة الثانية بعد سويسرا، تليها دول أوروبية أخرى. وبما أن دخل المسنين ازداد أخيراً في نشاطات عمل قاسية حتى على الشباب، يعتبر المحللون السويسريون تدفق المهاجرين إلى «القارة القديمة» فرصة ذهبية للتعويض عن اليد العاملة المتراجع عددها، خصوصاً في المصانع الأوروبية. كما يعتبرون أن العدد الضخم من هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين من شأنه اعطاء توازن يعتبر سابقة داخل أنسجة عالم العمل في أوروبا. ولا شك في أن سويسرا تستعد في شكل غير علني لاستقبال جزء منهم قد يصل إلى 100 ألف لاجئ سنوياً. ولناحية الراحة المالية المتوافرة للمسنين، تحتل سويسرا المرتبة الأولى تليها النروج والسويد وألمانيا وكندا وهولندا وإيسلندا والولايات المتحدة وبريطانيا والدنمارك. وعند الحديث عن الراحة المالية فإن ذلك يشمل أيضاً الدخل الشهري للمسن الذي قد يكون على شكل معاش تقاعد أو دخل عادي يحصل عليه من خلال عمله في شكل مستقل أو لدى شركة. وفي سويسرا، قد يتراوح معاش التقاعد بين 10 و15 ألف دولار بالنسبة إلى المسنين الذين عملوا في مناصب مصرفية عالية. أما أولئك الذين عملوا في وظائف عادية، فإن معاشاتهم التقاعدية الشهرية قد تصل إلى 7500 دولار.