اتهم الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العراقي (2003- 2009) محمد الشهواني الذي استقال من منصبه نهاية العام الماضي، «فيلق القدس»الايراني بتدبير الهجوم الذي تعرضت له وزارتا الخارجية والمال في آب (أغسطس) الماضي، والمعروف باسم «هجمات الأربعاء». جاء ذلك فيما عرضت قوات الأمن العراقية أمس تسجيلاً لاعترافات أشخاص قالت إنهم شاركوا في تدبير الهجمات، ويرتبطون بقيادات بعثية في سورية. وقال الشهواني في حديث تلفزيوني بثته قناة «الشرقية» الفضائية أمس ان جهاز الاستخبارات العراقي الذي كان يقوده، قدم الى الحكومة العراقية تحذيراً رسمياً من هجوم متوقع كبير قبل خمسة أيام من هجمات وزارتي الخارجية والمال. وقال: «حذرنا رسمياً قبل خمسة أيام من تفجيرات بغداد التي استهدفت وزارتي الخارجية والمال وحوّلنا المعلومات الى الحكومة العراقية». وأضاف أن الحكومة لم تتخذ أي اجراء على الأرض لمنع الهجمات، على رغم أن المعلومات التي قُدمت اليها كانت موثوق بها وحللها خبراء في جهاز الاستخبارات. وزاد أن «المعلومات أُرسلت الى الحكومة ووجدت طريقها الى عمليات بغداد التي يشرف عليها رئيس الوزراء نوري المالكي». وعن طبيعة المعلومات المقدمة، قال الشهواني إنها «تشير إلى نية أشخاص عراقيين مرتبطين بفيلق القدسالايراني تنفيذ هجمات كبيرة في بغداد خلال أيام». وأفاد أن «عملاء ايران في العراق منتشرون في كل مكان وهم موجودون في الحكومة وأجهزة الأمن والشارع والمراقد الدينية». وكانت الحكومة العراقية اتهمت قيادات بعثية متحالفة مع تنظيم «القاعدة» وتتلقى دعماً سورياً بتدبير الهجمات، وطالبت اثر ذلك بتشكيل محكمة دولية لمتابعة القضية. في المقابل، عرضت قيادة عمليات بغداد أمس اعترافات عدد من الأشخاص أكدت أنهم متورطون في «تفجيرات الأربعاء». وقال الناطق باسم قيادة عمليات بغداد قاسم عطا خلال مؤتمر صحافي في بغداد إن قوة من اللواء الرابع الفرقة السادسة بغداد الكرخ تمكنت من اعتقال أربعة إرهابيين مشتركين في تفجيرات الأربعاء الدامي، لافتاً الى أن الاعتقال تم في منطقة حي الجامعة. وأوضح أن «المعتقلين هم محمد خالد، وكان في صحبته شخص سوري الجنسية، وعبد الرحمن ياسين تركي وكان في صحبته شخص سعودي الجنسية». وكانت عمليات بغداد عرضت أواخر العام الماضي اعترافات 11 شخصاً من الضالعين في تفجيرات وزارتي الخارجية والمال. وأصدرت محكمة جنايات الرصافة في 14 كانون الثاني (يناير) الماضي، أحكاماً بالإعدام في حق جميع المدانين بتهمة التمويل والتخطيط والتنفيذ. يذكر أن هجوم «الاربعاء الدامي» الذي استهدف الخارجية العراقية تسبب في مقتل واصابة حوالى 700 شخص، علاوة على تدمير واجهة مبنى وزارة الخارجية القريبة عن «المنطقة الخضراء».