لوّح الرئيس الأوكراني الجديد فيكتور يانوكوفيتش باحتمال حلّ البرلمان وإجراء انتخابات اشتراعية مبكرة، اذا فشلت القوى الموالية له في مجلس النواب في جمع ائتلاف يؤهلها تشكيل حكومة جديدة. وجاء ذلك بعد إعلان رئيس البرلمان فلاديمير ليتفين انفراط الائتلاف الحالي الذي يسيطر على غالبية مقاعد المجلس ويضم إضافة إلى حزب «الأقاليم» الذي يتزعمه يانوكوفيتش، ثلاث كتل نيابية هي: كتلة «أوكرانيا بلدنا» و «الحزب الشيوعي» وتجمع «أنصار رئيس البرلمان» (ليتفين). وينص الدستور الأوكراني على تكليف الائتلاف الذي يسيطر على أكثرية نيابية، تشكيل الحكومة. وكان يانوكوفيتش دعا أنصاره الى حل الائتلاف، من أجل تمكينه من إجراء مشاورات مع كل القوى والأحزاب، لتشكيل حكومة جديدة بدل تلك التي ترأسها يوليا تيموشينكو منافسته الأساسية التي أعلن عن «عدم رغبته في رؤيتها على رأس حكومة جديدة». ويعكس تلويح يانوكوفيتش باحتمال الذهاب إلى انتخابات اشتراعية مبكرة، ثقته في قدرة حزبه على تحقيق فوز قوي، يؤهله مع حلفائه لاكتساح مقاعد البرلمان الجديد، ما يعني سعيه إلى توجيه ضربة قاضية إلى تيموشينكو التي خسرت في الانتخابات الرئاسية بفارق طفيف، وما زالت تعتمد على قاعدة نيابية كبيرة. اللافت أن تيموشينكو التي رفضت الاعتراف علناً بفوز منافسها وقبلت «بالأمر الواقع» كما يقول مقربون منها، أعلنت أمس استعدادها للاستقالة، إذا صوّت البرلمان لمصلحة حجب الثقة عن الحكومة. واعتبرت أن تطوراً مماثلاً سيعني أن «القوى المعادية لأوكرانيا» تسيطر على البرلمان. ورأت أن تصريحات يانوكوفيتش وتحركاته الأخيرة «تتيح اعتباره زعيماً لقوة معادية لأوكرانيا ولأوروبا وللديموقراطية». اللافت أن التصريحات النارية لتيموشينكو تزامنت مع أول زيارة خارجية للرئيس الأوكراني المنتخب، إلى بروكسيل لمقابلة قادة الاتحاد الأوروبي، في مؤشر اعتبر محللون أن له دلالات سياسية، إذ أكد يانوكوفيتش في العاصمة البلجيكية نيته بناء علاقات «ودية وبناءة» مع موسكو، مشدداً في الوقت ذاته على أن التقارب مع روسيا لن يؤثر في مساعي أوكرانيا للتكامل مع أوروبا. ورأى أن أوكرانيا تشكل جسراً للتواصل بين روسيا والقارة الأوروبية. ويعارض يانوكوفيتش انضمام بلاده الى حلف شمال الأطلسي، واضعاً في مقدم أولويات السياسة الخارجية الجديدة لكييف، إقامة توازن في العلاقات بين الشرق والغرب.