اشتبكت قوات الأمن التركية في اسطنبول لأكثر من ست ساعات مع مجموعة مسلحة تابعة ل «منظمة المعسكر الثوري اليسارية»، بقيادة يلماز قايا المسؤول عن شن عدد من الهجمات على الجيش التركي ومراكز لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم والذي قتل في الاشتباك الى جانب شرطي ومدني، فيما جرح ستة شرطيين آخرين. وأعلن وزير الداخلية بشير اتالاي أن عناصر أمنية مدججة بالسلاح باشرت حملة دهم استهدفت ثلاثة تنظيمات يسارية مسلحة، وتلت شهوراً من عمليات المتابعة والرصد، موضحاً ان المداهمات شملت 60 منزلاً في أقاليم أدنا، واوسمانيي، وغازي انتيب، وسانليورفا، وكهرمان ماراس، واديامان جنوب شرقي البلاد، حيث اعتقل 40 شخصاً بتهمة الانتماء الى التنظيمات المرتبطة ب «حزب العمال الكردستاني» الذي درب بعض عناصره في معسكرات الحزب شمال العراق، «ما يعني نجاح العملية». وأشار اتالاي الى أن يلماز رفض تسليم نفسه، وألقى قنابل يدوية على دورية الأمن التي قدمت لاعتقاله في منزله بحي بوسطانجي باسطنبول، ما أدى الى سقوط قتلى وجرحى بينهم مصور يعمل لحساب قناة «ان تي في» التركية. وهدد بتفجير منزله واحتجاز رهائن من الجيران، قبل أن يرديه قناص. وعثر في منزل يلماز على كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات. وعرض التلفزيون لقطات لرجل يعتقد بأنه المصور التلفزيوني الذي أطلق المتشددون النار عليه، راقداً بلا حراك على الأرض قرب مبنى سكني، حيث اختبأت الجماعة، وسط تصاعد دخان كثيف من المبنى وتحليق مروحيات فوق الموقع. وكشف مدير الأمن في اسطنبول جلال الدين جراح أن التنظيم خطط لتفجيرات واغتيالات خلال يوم عيد العمال في الأول من أيار (مايو) المقبل، فيما أشارت وسائل إعلام الى وجود علاقة غريبة بين الأسلحة التي استخدمها التنظيم سابقاً في قصف مواقع للجيش ومبنى لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في اسطنبول وبين أسلحة تابعة للجيش عثر عليها في مخابئ ضمن منازل لمتهمين بالانتماء الى منظمة «ارغنكون». ولمح بعض المحللين الأتراك الى احتمال صلة التنظيم اليساري المفكك بمنظمة ارغنكون الذي ربما استخدمه لتنفيذ عمليات مسلحة واتهام حزب العمال الكردستاني بها. وكانت أجهزة الأمن التركية اعتقلت الأسبوع الماضي جنوب البلاد عشرات من الأشخاص للاشتباه في انتمائهم الى تنظيم «القاعدة» التي دين عدد من عناصرها بتفجيرات استهدفت مقر القنصلية البريطانية في اسطنبول ومراكز دينية يهودية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2003، حين قتل 60 شخصاً. على صعيد آخر، قدم الرئيس السابق للأركان الجنرال حلمي اوزكوك شهادته في قضية منظمة «ارغنكون» اليمينية التي يتهمها القضاء بمحاولة إسقاط حكومة «حزب العدالة والتنمية» ذي الجذور الإسلامية. وقال: «التقيت مدّعين السبت في مبنى العدلية في ازمير. طرحوا علي أسئلة حول التحقيق الجاري، وأبلغتهم ما أعرفه في شكل موضوعي». وأضاف: «أنجزت واجباتي بصفتي شاهداً».