وصل ضباط استخبارات روس إلى بغداد ل «تفعيل التنسيق الاستخباري» في مركز بغداد الرباعي لمكافحة تنظيم «داعش»، وفق ما قال الإعلام الحربي التابع ل «الحشد الشعبي». وأعلن مسؤول روسي رفيع أن «مسؤوليات الأطراف الأربعة المشاركة في المركز، سيحددها ميثاق خاص يتم إعلانه قريباً». وتزامن ذلك مع تأكيد رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس، عدم وجود أي مانع لدى حكومته أن يزوّد التحالف الرباعي القوات العراقية بالسلاح لمحاربة «داعش». ودعت «لجنة الأمن والدفاع» في البرلمان العراقي إلى منح روسيا تفويضاً بشن غارات جوية على التنظيم داخل الأراضي العراقية، بدلاً من الاعتماد فقط على ضربات التحالف الدولي. وقال العبادي، في مؤتمر صحافي عقده في مبنى مجلس الوزراء أمس، إن «العراق سيقبل أي دعم من أي طرف لأنه الدولة الوحيدة التي تحارب داعش، وعلى العالم مساعدته». وأضاف: «خلال تواجدنا في نيويورك أجرينا 30 لقاءً مع قادة وزعماء ومسؤولين دوليين تركزت على تحصيل الدعم من هذه الدول للعراق في حربه ضد داعش». وأكدت خلية الإعلام الحربي في بيان، أن «الدول المشاركة في مركز بغداد المعلوماتي (روسياوالعراق وإيران وسورية) أنجزت غالبية التحضيرات اللازمة لتفعيل جهدها الاستخباري في العراق»، مؤكدة أن «الأطراف المشاركة في مركز بغداد ستبدأ العمل فور اكتمال قدرات المركز المعلوماتي». واعتبرت «لجنة الأمن والدفاع» في البرلمان أن «ضربات التحالف الذي تقوده أميركا بمشاركة حلفائها ضد داعش في العراق، خجولة ولم ترتق لمستوى الطموح». وأكد عضو اللجنة ماجد الغراوي أن «التحرك على الجانب الروسي وتفويض موسكو لشن غارات جوية على معاقل داعش في العراق سيكون لهما تأثير وقوة في هزيمة التنظيم». وكان مصدر أمني رفيع أكد ل «الحياة» أن «مركز بغداد للمعلومات سيكون في المنطقة الخضراء وسط بغداد باعتباره المقر الرئيس للتحالف الاستخباراتي بين الدول المشاركة فيه، وأن وفدين من روسيا وإيران ممثلين بجنرالات وصلا بالفعل، فيما سيلتحق بهما الوفد السوري الأسبوع المقبل للشروع في العمليات». ونقلت قناة «آر تي» الروسية عن الممثل الرسمي لموسكو في مركز المعلومات، الجنرال سيرجي كورالينكو، قوله إن «مسؤوليات الأطراف المشاركة في التحالف الرباعي سيتم إنشاؤها بموجب مرسوم خاص لاعتمادها قريباً». وأضاف كورالينكو أن «الأطراف الأربعة تتمتع بحقوق متساوية في مركز المعلومات، وأن المهمة الأساسية التي لأجلها تم تشكيل هذا المركز هي كشف مواقع داعش». وأوضح أن هذه المعلومات ستُنقل من على الأراضي السورية إلى مقر الأركان السورية ومقر الأركان الروسية، وهذا بدوره سيعمل على رفع درجة نوعية الضربات وفاعليتها. ونوه كورالينكو إلى أن المركز «لا يُعتبر تحالفاً بمعنى الكلمة، وإنما مركز معلومات تم تشكيله في بغداد، ومهمته الأساسية جمع وتحليل ومعالجة وتبادل المعلومات في شأن الوضع في الشرق الأوسط في سياق مكافحة داعش، ثم القيام بعد ذلك بتوزيع هذه المعلومات وإيصالها السريع إلى هيئات الأركان في روسياوالعراق وإيران وسورية». ووّجه العبادي أمس انتقاداً ل «لتحالف الدولي» واصفاً إياه بعدم الكفاءة، وللسياسيين العراقيين الرافضين ل «التحالف الرباعي» الجديد، قائلاً إن «على هؤلاء السياسيين عدم التصرف وكأن أوباما أحد اقربائهم».